إبراهيم بن سعد الماجد
قلتُ في مقالتي السابقة بأن زيارتنا لحد الوطن الجنوبي، أنها لم تكن رحلة عادية، بل رحلة شموخ وعزة.
وهذا بالفعل ما حصل لنا ونحن نزور جنودنا من رجال القوات المسلحة الواقفين على حد الوطن بقلوبهم الثابتة المتوثبة للانتصار أو الشهادة، فقد قالوها لنا ونحن نتجول معهم ونقف خلفهم وهم يصوبون مدافعهم صوب العدو، ويقذفون بحمم نيرانهم الملتهبة المسبوقة بتوكل على الله وطلب نصره وعونه.
رجال القوات المسلحة الذين أتوا إلى هنا من أجل نصرة المظلوم وحماية الأرض والعرض بعزيمة لا تعرف الهوان، وبصدق لا يعرف الكذب، هم أبناء وأحفاد من كانوا مع مؤسس هذه البلاد الملك عبد العزيز - رحمه الله - وهم اليوم مع ابن الملك عبد العزيز، ملك الحزم والعزم سلمان، يفخرون بأنهم على عقيدة صادقة.. عقيدة التوحيد، ولذا فقتالهم عن عقيدة صادقة راسخة، لا عن كذب ودجل آيات الشيطان وولاية الفقيه الضال.
في المقابل مقاتلو الحوثي وأعوانه يقاتلون بأدمغة مغسولة، وعقيدة فاسدة، وهلوسة باقية، ذكروا لنا جنودنا بأن من يأسرونه يجدون في معصمه مفتاحاً.. هو مفتاح الجنة المزعوم المصروف لهم من ملالي الشيطان!!
قابلنا قادة وجنودًا فما وجدنا إلا عزيمة وحماساً وحباً وفداء، والله ثم والله لم نسمع تضجراً، بل سمعنا سعادة ونشوة واستعداداً كبيراً.
أتذكر أبياتاً تنطبق على جنودنا وانتصاراتهم على الحوثي وأعوانه حيث تقول:
حططت على حطين قدر ملوكهم
ولم تبق من أجناس كفرهم جنسا
بواقعة رجت بها الأرض جيشهم
دمارا كما بست جبالهم بسا
بطون ذئاب الأرض صارت قبورهم
ولم ترض أرض أن تكون لهم رمسا
هؤلاء هم أبطال القوات المسلحة الذين ذهبنا إليهم اعتقاداً منا بأنهم بحاجة لمن يرفع من معنوياتهم فوجدناهم هم الذين يبشروننا ويقوون من عزائمنا، فتجللنا الخجل.
إن قيام أطياف المجتمع المختلفة بمثل هذه الزيارات لجنودنا المرابطين على الحدود من الأهمية بمكان، وذلك من أجل أن نعرف المجهود الكبير الذي تبذله قواتنا لحماية وطننا، وأيضاً لمشاركة جنودنا مرابطتهم ولو ليوم أو يومين.
اتصل بي أحد الأصدقاء رجال الأعمال ونحن هناك، فلما ذكرت له أننا في الحد الجنوبي كبر وهلل وتمنى أن أنقل رغبته ورغبة المجموعة التي كانت حاضرة لحظة اتصاله وعددهم يربو على خمسين شخصاً لزيارة الحد الجنوبي والوقوف مع جنود الوطن ومشاركتهم رباطهم.
هؤلاء هم جنودنا:
إذَا هَمَّ لَمْ تُرْدَعْ عَزِيمَةُ هَمِّهِ
وَلَمْ يَأْتِ مَا يَأْتِي مِنَ الأَمْرِ هَائِبَا
إِذَا هَمَّ أَلْقَى بَيْنَ عَيْنَيهِ عَزْمَهُ
وَنَكَّبَ عَنْ ذِكْرِ الْعَواقِبِ جَانِبَا
ولم يَسْتَشِرْ في رَأْيِهِ غَيْرَ نَفْسِهِ
ولم يَرْضَ إِلا قائِمَ السَّيْفِ صاحِبا
اللهم أحفظهم بحفظك وأنصرهم نصراً مؤزرًا.