سعد السعود
حفل المؤتمر الصحفي للأستاذ عادل عزت رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم بالعديد من الأمور التي تبعث على التفاؤل.. لكن كل ذلك تبخر وأُصيب الكثير بالإحباط عندما دارت بوصلة الحديث باتجاه الاتحاد المنتهية ولايته بقيادة الأستاذ أحمد عيد.. فما ذكره عزت سواءً في المؤتمر أوحتى في خروجه الفضائي عن الأمور المالية وحجم الديون وكيفية الصرف داخل اتحاد عيد.. لا يمكن على الإطلاق تجاوزه أو المرور عليه بلا توقف.
فلا المال لأحمد عيد وإدارته ليتصرف فيه كيفما يشاء.. وليس أيضاً لعادل عزت ليتغاضى عن التجاوزات ويغض الطرف عن المخالفات.. لذا فتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في حجم التجاوزات بات مطلباً.. وتدخل هيئة مكافحة الفساد وهيئة الرياضة أصبح ضرورةً .. إن تأكدت هذه الأخبار.. فزمن «الدمدمة» يجب أن يرحل.. ومحاسبة كل مسؤول مقصر يجب أن يكون عاجلاً غير آجل.
فلا يعقل أن يتم طوال ثلاث سنوات صرف رواتب لموظفين مجهولين.. فإن صدقت هذه الأنباء الإعلامية فنحن أمام فساد مالي وتستر وظيفي نحتاج معه لتدخل جهات الدولة المختلفة لمحاسبة الضالعين ومعاقبة المتورطين.
ولا يمكن تمرير سلفة الاتحاد الراحل من شخص عادي وليس بنكاً أو مؤسسة أو شركة ليأتي هذا الشخص بعد قدوم الاتحاد الجديد ويطالب بالسداد بعد إثبات مطالبه بالتحويل.. فهذه الطريقة قد يشوبها فرضية التنفيع لأشخاص وهي تتناقض مع العمل المؤسساتي المتعارف عليه والمعتمد باستخدام الطرق القانونية عند الحاجة لقرض مالي.
ثم أنه بأي حق وماهو المسوّغ ليقوم الاتحاد الراحل باستعجال دفعة مالية من الناقل التلفزيوني بمبلغ 15 مليون ريال.. ليقوم باستلامها قبل أوانها فيصرفها في تسيير أموره وهي الدفعة التي يفترض أن تكون في وقت لاحق حسب جدولة العقد.. من هو الذي أعطى اتحاد عيد الحق في ذلك؟! وهل صنيع الشركة الناقلة جائز؟!
لذا وعطفاً على ما سبق.. فإنه لا يمكن القبول بالصمت تجاه هذا الملف فمغادرة أحمد عيد وإدارته لا يعفيهم من المسئولية ولا يحميهم من العقاب.. فهذه الفيفا وهي أكبر امبراطورية لكرة القدم لم تضع رأسها في الرمل عندما طالها زلزال الفساد المالي بل قامت بدايةً لجنة القيم بالتحقيق مع الرئيس جوزيف بلاتر ونائبه الأوروبي ميشيل بلاتيني بخصوص معاملات مالية.. ليتم بناءً على ذلك إيقاف الاثنين عن مزاولة أي نشاط رياضي لمدة ثمانية أعوام مع تغريم الأول 50 ألف فرنك سويسري والآخر 80 ألفا.. وهي الخطوة التي فتحت الملف على مصراعيه لتتدخل بعد ذلك الجهات الحكومية غير الرياضية.
ولأنه كما ذكرت لا يمكن تجاهل أمرخطيركهذا حتى لو غادر رأس الهرم فلا يعقل الاكتفاء بعقوبات مخففة تصدر داخل جدران مؤسسته عندما يتعلق الأمر بشأن عام.. لذا قامت السلطات السويسرية بالتحقيق الجنائي مع جوزيف بلاتر رئيس الفيفا الذي استمرت رئاسته مدة 17 عاماً.. فضلاً على أن مكتب الاتحاد الفدرالي الأمريكي فتح تحقيقاً مالياً مع الأمريكي تشاك بلايزر عضو اللجنة التنفيذية والأمين العام لاتحاد الكونكاف في منظومة الفيفا منذ 21 عاماً.. ويتضح أن هؤلاء المسؤولين وغيرهما لم يشفع لهما تقديم الاستقالة ولا حتى السنين الطوال في عملهما بالإعفاء من المحاسبة.
وهذا ما نطالب به الآن بعدما ظهر رئيس اتحاد الكرة الجديد الأستاذ عادل عزت وذكر العديد من الأمور التي يشوبها الضبابية ويكتنفها الغموض.. وليس من سبيل لانقشاع تلك الغمة وتبديد تلك الغيمة.. إلا بفتح كل الملفات ووضعها على طاولة التحقيق.. وهو التحقيق الذي يجب أن يشارك فيه عدد من مؤسسات الدولة بدءاً من هيئة مكافحة الفساد ومروراً بهيئة الرياضة وليس نهايةً بالجهات الأمنية.. فالحكاية أصبحت شأناً عاماً والحديث عن تبديد مال عام.. والأخبار تتواتر عن مخالفات وتجاوزات.. فهل نرى تحركاً واسعاً يطال الجميع بلا استثناء في ما هو قادم من أيام؟!
العجلان يكشف مستور العويس!
بعدما رفع فريق الشباب لاتحاد الكرة لائحة دعواه رسمياً يوم الخميس الماضي تتضمن ما لديه من أدلة وقرائن يرى أنها تدين الأهلي في مفاوضاته مع العويس.. فإننا ننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات التي يجب أن تكون حاسمة وحازمة فلا تجامل لونا ولا تخنع لشخص.. بل مسطرتها الوحيدة هي العدالة ولا غيرها.
لكن جدير بالإشارة.. الإشادة بالزميل أحمد العجلان وهو يواصل كشف العديد من ملابسات انتقال الحارس الدولي محمد العويس من الشباب إلى الأهلي من خلال حصرياته في صحيفة الجزيرة.. فبعدما كان الكلام لدى الكثير ينحصر فقط حول حصول اللاعب على سيارة بنتلي.. تطور الأمر ليكون الحديث عن شراء العويس لفيلا فاخرة قبل نهاية عقده بخمسة أشهر.. بل إن الأمر انتقل لما هو أكبر بكشف تواجد الحارس العويس في أحد معسكرات الأهلي قبل دخوله الفترة الحرة حسب مصادر زميلنا.
ولأننا اعتدنا من الأستاذ أحمد العجلان التميز فلم يكتف بذلك بل استطاع اختراق الحواجز والتعرف على ما تضمنته لائحة الشكوى الشبابية، حيث اتهمت - للأسف - طرفا إعلامياً شبابياً في مفاوضة اللاعب لمصلحة الأهلي.. ليتم مكافأته جراء ذلك فضلاً عن تسهيل ظهورها إعلامياً لترجيح كفة الأهلي عند الحديث عن مسلسل المفاوضات.
وحقيقة وبعيداً عن تفاصيل الرواية التي تحدثت عن الإعلامي الشبابي إلا أنني كنت قد أشرت إلى استغرابي من موقف بعض إعلاميي الشباب في عز تفجر أزمة انتقال العويس وكتبت في مقالي «في قضية العويس ليست كل الفصول هياط» ما نصه: (.... والحديث سيكون عن بعض إعلاميي الشباب وبعض من عمل فيه.. والذين فضلوا محاربة مسؤولي الشباب في هذه القضية، حيث اختاروا بأن يكون الكيان ساحةً لتصفية حساباتهم مع أولئك.. ونسوا أو تناسوا أن الأشخاص متحركون والكيانات ثابتة.. فشاهدنا ارتماءهم في أحضان الطرف الآخر عبر تغريداتهم وفي البرامج على الرغم مما تبين لهم من وجه قبيح لتلك المفاوضات).. ويبدو أنه آن الأوان لاستغرابي أن ينتهي.
آخر سطر
مما قرأت: عندما ينهار احترام الحقيقة ، تصبح كل الأشياء عرضة للشك!