عندما يرتقي دور القيادة تسمو الشعوب بتخطيطها ورؤيتها، وينجز الوطن مشروعه الابتكاري والإبداعي بتفوق ونجاح، ويسعد المستقبل بفضاء معشوشب باستشراف أيامه والتهيؤ له بوسائل مختلفة.
«القمة العالمية للحكومات» حققت إنجازها العالمي في التأثير على حكومات العالم بشرف التعاطي مع الواقع بالإيجابية، والتفكير بالشفافية والحيوية، والإيمان بالمضي قدمًا على كل المستويات؛ لما لمواجهة التحديات من أهمية في حياة الأوطان والشعوب، ودور فاعل في ترسيخ واقع البقاء والتطور، ورفدها الفكر الإنساني قوة ومعنى.
لقد أدرك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاه الله- القيمة الحقيقية والفعلية لملك هذا الوطن الكبير (المملكة العربية السعودية) خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - أيده الله - عندما صدح بالعديد من الرسائل في كلمته بعنوان «استئناف الحضارة» في القمة العالمية للحكومات التي استضافتها دبي من 12 إلى 14 فبراير الجاري.
وقد جاء من هذه الرسائل تأكيد الشيخ محمد بن راشد أن مجلس التعاون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سينجز في السنوات القليلة المقبلة أضعاف ما أنجز في عقود، مشيرًا إلى أن مجلس التعاون بقيادة الملك سلمان وحكام الخليج سيكون في خير، وذا تأثير إيجابي على الأمة العربية مستقبلاً، جازمًا أنه في خلال 4 سنوات سيحقق المجلس بقيادة الملك سلمان مثلما حقق في 40 سنة.
في الحقيقة، إننا نشعر بالسعادة ونحن نسمع هذه الإشادة المستحقة لمليكنا؛ لأن هذه الإشادة تتحدث باسمنا، لرمز يعمل من أجلنا، ويجتهد لرفع راية وطننا الوحدوي والعربي والإسلامي.. هذه الإشادة تزيدنا غبطة وحبورًا عندما نرى من حولنا يقولون القول الحق.
نفرح لهذه الإشادة لأنها تضيف إلى رصيد الوطن من التقدير رقمًا ناصعًا، جديدًا، بشهادة الآخرين الذين هم مقياسنا ومرآتنا.. نسعد لهذه الإشادة؛ لأن العمل في الخليج العربي ولأجل شعوبه يحتاج إلى تضحيات، ويحتاج إلى عطاء وعرق؛ لأن التعامل مع الواقع ليس كالتعامل مع أي شيء آخر، إنه الفكر الذي يحتاج إلى فكر يوازيه في القوة، والتأثير ومن ينجح في هذا المضمار فإنه ينجح في فتح نافذة واسعة الآفاق، نطل من خلالها جميعًا لتحقيق أحلامنا، ولكي نرى العالم من غير رتوش أو ضبابية، ولكي يسعد أجيال الخليج العربي بإنجازات على أرض الواقع.
وإشادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ـ رعاه الله ـ سبقها قاموس «الفخر» الوطني الذي لا يزال مستشريًا فينا وبكل جسارة وحنكة لفظية لا تضاهى؛ فهو الذي قال: «إن الأجيال القادمة ستذكرها، وإن التاريخ يسجل بأحرف من نور مساعي خادم الحرمين الشريفين لتوحيد الصف وترسيخ قوة الخليج في مواجهة المخاطر التي قد تتهدد أيًّا من دول مجلس التعاون الذي كان للسعودية كبير الفضل في تأسيسه». وهو المؤكد على «الدور الذي تشارك به المملكة العربية السعودية في الحفاظ على مقدرات المنطقة ومكتسباتها التنموية، وصونها مما يحيق بها من تحديات لا تلبس أن تتصاعد وتيرتها في ضوء المتغيرات الدولية المحيطة والمتسارعة».
والقائل: «المملكة هي الضامن للاستقرار، والملك سلمان بحكمته وعزمه خير من نثق بقيادته للمنطقة في هذه الظروف التاريخية الدقيقة. ولا شك في أن حجم الطموحات التي نريدها لشعبينا.. وسرعة التغييرات التي يمر بها العالم.. وقوة التحديات في منطقتنا تتطلب هذه العلاقة الاستثنائية بين المملكة ودولة الإمارات».
ونيل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- هذه الإشادة يعطيه التعزيز لأن يحزم أمره، ويخطو خطواته بقوة وتركيز وثبات لأجل إنجاز مشروعه الخليجي والعربي والإسلامي بنجاح، يحقق الأمنيات الكبيرة لنا جميعًا. كما أن هذه الإشادة تؤكد أن دول الخليج ماضية في تنفيذ مشاريعها وتنسيقاتها المشتركة، بما يتماهى والإنجازات الحضارية في الدول الخليجية. وهذا بدوره يعطينا الأمل الكبير في أن خليجنا العربي سيكون بألف خير، وأن قادة دوله - أعزهم الله - سوف يحذون حذو «مليكنا سلمان»، وسوف يتم تفعيل القرار الخليجي الذي ينبع من معطيات وأسس عديدة، في مقدمتها القرار المشترك الذي يجسده التفاهم الكامل بين القادة الأشقاء والتعاون المشترك بين دول المجلس في المجالات كافة لخدمة شعوب المنطقة ومصلحة الأمة؛ ليظل هذا النسيج الواحد نموذجًا لوحدة القرار والاستقرار والخطوات الواثقة نحو المستقبل المشرق - بإذن الله تعالى - لهذه المنطقة المهمة من العالم.
ليس بوسعنا أن نستشهد بكل المواقف التي تميزت بها شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز نحو وعي الإرادة وخصوصية المقومات والأهداف لمجلس التعاون لدول الخليج العربي، منذ أن تسلم مقاليد حكم الوطن، وخصوصًا ما تعلق في جولاته المكوكية التي بدأها في فترة سابقة من الإمارات مرورًا بالكويت والبحرين وقطر التي أتت في إطار دوره الفاعل والمحوري ومبادراته الخلاقة لتعزيز التضامن العربي، وتوحيد صف العرب والمسلمين لمواجهة التحديات المهددة للمنطقة ومواجهة التدخلات والمساعي التي تقوم بها القوى المعادية لتمرير أجندات الفوضى والدمار في دول المنطقة؛ إذ إن مواقف الملك سلمان في ذلك أكثر وأكبر من أن توثقها وتحصيها كلمة صغيرة وعابرة كهذه الكلمة؛ فهو يضع تحت الجمل خطوطًا تتجاوز الألوان.. خطوطًا حديدية، تنطلق عليها رغبات شعوب المنطقة الحقيقية التي ترفع مصالحها فوق كل اعتبار، وتسقط أي اعتبار لا يحترم هذه المصالح.
يكفي أن تقرأ تغريدة مقامه الكريم عبر حسابه الشخصي في التويتر العفوية التي أذاعها في الفضاء الواسع بعد ختام زياراته لدول الخليج: «إن دول الخليج العربية وشعوبها لها في وجداني الكثير من التقدير. وما لمسته خلال زياراتي يبرز واقع الترابط القوي بين شعوبنا ووحدة صفنا».
لم يحدث على صفحات التاريخ والأزمنة مجريات كتلك التي حدثت في العامين الفائتين؛ فهناك التحديات الأمنية الخطيرة التي تحاصر المنطقة في اليمن وسوريا والعراق، والقضايا الإقليمية المتشعبة، والعلاقات الأمريكية الخليجية، والتغيرات في بعض السياسات الأمريكية، إضافة إلى المتغيرات (الإقليمية والدولية)، وقرار مواجهة الإرهاب. التاريخ تغير في السنتين الأخيرتين، ولا يزال في ذروة هيجان تغيره.. الاقتصاد بدوره تغير وتبدل من أساسه، وهو التحدي الذي لم يعرف خليجنا مثيلاً له منذ تأسيسه؛ فهي مظاهر كلها تستهدف وحدتنا وسياستنا وإنجازاتنا في كل عناصرها وأشكالها. وليس من الضروري أن نعيد الكلام عن طريق إدارة الملك الحازم «سلمان» لتلك الأزمة، لكن كل ما نستطيع قوله هو إن «الخليج» كان في خطر، وإن «سلمان» وجد نفسه في أعنف امتحان يمكن أن يواجهه زعيم وقائد أمة. والنتيجة التي تمخضت عنها الأحداث كانت -كما عرفه سمو الشيخ محمد بن راشد- وعرفناه معه: النجاح الباهر لسلمان، والنجاة المعجزة للخليج. وتأكدت من جديد حقيقة ربما غابت عن بال الكثيرين، هي أن «القوة» الحقيقية ليست فقط في الاستحواذ على أدوات السلطة وآلياتها، وإنما القوة هي أيضًا في التمكن من إدارة تلك الأدوات، وهي كذلك في القدرة على التحكم في آلياتها، وحسن استغلالها.
وهكذا تواصل مشوار البناء للإنسان والكيان الخليجي بكل طموحاته خاصة، والشعوب العربية والإسلامية عامة. وهكذا تجاوز «الخليج» كل أزماته وكل تحدياته، وكأن لم يكن هناك أزمات، وكأن لم يكن هناك تحديات! هذا هو «الخليج» القوي بإيمانه وبعقيدته وبإنجازه الحضاري، وهذا هو «سلمان» القوي بعقله وبحكمته وبنضوج تجربته وبمواهبه الفذة في الإدارة والحكم.
إنه تاريخ خليج، وإنها قصة ملك «التاريخ» مليء بالانتصارات، و»القصة» حافلة بالحب والتفاني والتضحية. و»الخليج» فريد في نبوغه، و»الملك» كبير في عقله وقدراته ومواهبه.
«الخليج» حقق نهضة لا تشبهها نهضة، وواجه أزمات لا تشبهها أية أزمات، أما «الملك وإخوانه» فقد ظلوا دائمًا «الأمناء» على تلك النهضة، وكانوا أبدًا «الأقوياء» في مواجهة تلك الأزمات.
هي مرحلة حرضت «محمد بن راشد» على مزيد من الاستنتاج! مرحلة «الخليج».. مرحلة «الملك سلمان».
فشكرًا لك يا سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي -رعاك الله- على قول الحق؛ فلم تتحدث من فراغ، ولم تقل إلا ما آمنت به ونؤمن به.. وسأزيد: لقد صدقت حينما قلت أيضًا: «خادم الحرمين أجمع شعبه على محبته والمسلمون على صدق نيته».
- مدير العلاقات العامة والإعلام بإدارة التعليم بمحافظة وادي الدواسر
Alshamlan641@gmail.com