يوسف المحيميد
حينما نقرأ بأن حادثًا وقع للقطار رقم 14 المتجه من الرياض إلى الدمام، مما أسفر عن إصابة 18 شخصًا من أصل 193 راكبًا، بإصابات خفيفة، نشعر بأن لدينا مئات القطارات، وشبكة بعشرات الخطوط التي تربط مدن المملكة وقراها، بينما الواقع أنه يعمل لدينا خط واحد فقط منذ عشرات السنين بين الرياض والدمام، ومع ذلك تقع حوادث متكررة، وكأنما القطار الوحيد يرتكب الحادث مع نفسه!
إذا كنا مقبلين على حركة قطارات متنوعة بالمملكة، وأحد أبرزها وأطولها قطار الشمال الذي يمتد من الرياض إلى طريف على الحدود الشمالية، مرورًا بالمجمعة والقصيم وحائل والجوف والقريات، فعلينا أن نتنبه جيدًا لنقاط وتسهيلات عدة، يأتي على رأسها السلامة، فلا جدوى من كل التسهيلات والفخامة المنتظرة، والمحطات الراقية، ما لم تُدرس جيدًا اشتراطات السلامة للمسافرين!
أؤكد أهمية ذلك مع إطلاق الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار) أولى رحلات الشمال، لخط الرياض- المجمعة - القصيم، وذلك في نهاية الشهر الهجري الجاري، وهي بشرى سعيدة ومهمة للمواطنين، ودخول عنصر نقل جديد في بلادنا، يتطلب المزيد من الحرص والحذر لإنجاح هذه التجربة المهمة، على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، وانطلاقة كبرى لهذه الشركة الجديدة.
وكما هو جمال القطارات الجديدة لشركة (سار)، وجمال تأثيثها وامتيازاتها، ومحطاتها الفخمة، فإننا نتمنى أن يشمل ذلك الدقة في تحقيق أعلى درجات السلامة، نتمنى أن تكون نسبة الأخطار والحوادث باستخدام القطار كما في دول أوروبا، وليس كما في مصر والهند، وما يحدث فيهما من كوارث ووفيات، خاصة أن خدمة السفر بالقطارات جديدة علينا، وهي بديل مثالي لأزمة الطيران، وصعوبة الحصول على حجز، وهي أيضًا بديل مثالي جدًا لما يحدث في طرق السفر البرية من كوارث ووفيات تُعد المملكة من أكثر دول العالم ارتفاعاً في معدلات الحوادث المرورية.
أتمنى للجميع السلامة، والسفر الآمن، وللشركة النجاحات الباهرة في تشغيل هذا المشروع الضخم.