سلطان بن محمد المالك
سعادتنا تكمن دومًا عند تحقيق جزء من أحلامنا وخصوصًا تلك الأحلام الشبيهة بالأمنيات التي يصعب تحقيقها في مراحل حياتنا.
الأسبوع الماضي تحقق لي حلم كنت أحلم به منذ ما يتجاوز 25 عامًا، حتى إنني فقدت الأمل في تحقيقه، والفضل بعد الله يعود لعزيمة وهمة وقوة إرادة الشباب السعودي في تحقيق مثل تلك الأحلام.
الدكتور سعد الحقيل شاب سعودي يحمل شهادة الدكتوراه في علم التسويق ويعمل حاليًا رئيسًا لقسم التسويق في جامعة الفيصل، وهبه الله العلم والمعرفة في تخصصه والأهم حبه للتخصص، خطرت في باله فكرة رائعة درسها بعناية كأكاديمي متخصص وكشاب سعودي يريد أن يحدث نقلة في الممارسات التسويقية في المجتمع ليعرفوا أهمية هذا التخصص.
اجتمع في تفكيره مع مجموعة من المهتمات في التخصص من خيرة شاباتنا وبلوروا فكرة إطلاق جائزة تحمل اسم رواد التسويق، وتقوم فكرة الجائزة بإقامة حفل سنوي يكرم فيه فائزون من جهات حكومية أو شركات أو أفراد يكون لها إبداع معين في مجال التسويق أو في إعلان مميز.
خلال مدة وجيزة تبلورت الفكرة إلى حقيقة، وأسس للجائزة كيان أمينته الاستاذة نورة الزامل وهي شريك مؤسس للجائزة ومعها نخبة من شابات الوطن ممن كانوا خلف نجاح حفل الجائزة كفكرة وتنظيم وتنفيذ وهن سارة التويجري، نوف العريفي، جواهر المدبل. كما أسس للجائزة مجلس أمناء ولجنة تحكيم تضم نخبة من المختصين من الأكاديميين والممارسين في مجال التسويق والإعلان.
عمل فريق العمل ليل نهار في سبيل تحقيق الهدف، وفعلاً نجحوا في ذلك، فمن خلال اجتماعات متواصلة للجنة التحكيم استعرضت كافة المواد المقدمة للترشح للجائزة وتم تقييمها والانتهاء منها، فقد أقيم حفل خاص بالجائزة وكرم فيه مجموعة من الجهات والشركات والأفراد نظير تفوقهم وتميزهم وإبداعهم في إعلانات وبرامج تسويقية في مسارات مختلفة.
الجدير بالذكر أنه ما أن أعلن عن موعد الحفل حتى أقفل التسجيل بعدها بأيام وقبل انطلاق موعد الجائزة، وفي يوم الحفل لم تستوعب قاعة الفندق ذلك العدد الكبير من الحضور من الجنسين، ويبدو أنهم مثلي من الحالمين في مثل هذا الإنجاز، فقد كان بحق عرسًا تسويقيًا مبهرًا استمتعنا فيه كمتخصصين ومهتمين في التسويق والإعلان الذي لم يأخذ نصيبه من الاهتمام في مجتمعنا خلال الفترة الماضية، إلا أنه شهد نقلة وتطور كبير خلال السنوات القليلة الماضية من خلال اجتهادات فردية من بعض المهتمين في نشر ثقافة التسويق والإعلان.
التجربة الأولى لجائزة رواد التسويق نجحت بامتياز وفتحت المجال للقائمين عليها لتحقيق مزيد من الإبداع بشكل أكبر خلال الأعوام المقبلة حيث الدعم من اهل التسويق ومحبيه. والقائمين على الجائزة طلبوا من الجميع أن يرسلوا ملاحظاتهم ومقترحاتهم على الجائزة في سبيل تحسين وتطوير العمل للأعوام المقبلة.
في تصوري أن تنظيم مثل هذه الجائزة سوف يسهم في نشر ثقافة التسويق لدينا وسوف تغنينا عن البحث عن جوائز مشابهة تنظم خارج المملكة من شركات أجنبية هدفها الأول الاستغلال المادي لشركاتنا وكبار مسؤوليها.
في الختام، سعادتي لا توصف بتحقق أحد أحلامي في نشر علم أعشقه تخصصًا وممارسة، وشكرًا لكل من أسعدني وأسعد غيري، وتوقعاتي للمرحلة المقبلة أن استمرارية النجاح للشركات سوف تكون لمن يبدع تسويقيًا، وسوف يتجاوز القطار من لا يجيد إبداعات وفنون التسويق.