مها محمد الشريف
منذ الرسالة المشؤومة التي بعث بها آرثر جيمس بلفور عام 1917 أو ما يُسمى في التاريخ السياسي بوعد بلفور ومنذ ذلك والعرب يعانون انتكاسة هذا الوعد المشؤوم، ويعد بمثابة الخطوة الأولى للخيانة والتآمر على إقامة كيان لليهود على أرض فلسطين العربية استجابة لرغبات الصهيونية العالمية على حساب حق شعب فلسطين والعبث في تاريخه المتجذر في هذه أعماق أرض الإسراء والمعراج منذ آلاف السنين.
وعلى الرغم من محاولة مؤيِّدي وداعمي هذه المؤامرة التعتيم على الجهود الدولية في هذا الجانب إلا أن معظم السياسيين في العالم عامة والشعوب العربية على وجه الخصوص مجمعون على أن هذه الذكرى الأليمة قد تشكل حافزاً أساسياً لالتفاف وطني كامل حول الثوابت والحقوق الفلسطينية وستغذي عاطفة الشعب المهجر، وعلى رأسها حق «العودة للاجئين».
واليوم يعيد التاريخ تلك الأجواء السياسية من جديد في آستانة، ولم يتضح للمهتم والمهموم أي اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار في سوريا، بل اقتصرت النتائج على تلقي المعارضة «وعودًا روسية» متعلقة بالبنود الإنسانية، وعلى أن يتم استكمال المباحثات في أنقرة.
وبيّن أنقرة وموسكو يختلط الانقسام والتقاسم في مضمار المعركة السياسية وتعكس المواجهة بين تركيا وروسيا انقساماً أقل ما يقال عنه أن كلاً من الإمبراطوريتين تركيا وروسيا تريد إدارة السياسة والقرار على الساحة السورية والتحول إلى رعاية أصولية يتم تكييفها وإعادة تسويقها للعالم بشكل مختلف .
وبينما بدت نتيجة الاجتماع محبطة للمعارضة، قالت مصادر في المعارضة إن أبرز ما كشفه مؤتمر «آستانة»... «هو عمق الخلافات بين الطرفين الراعيين، تركيا وروسيا»، وهذا يمثّل مرحلة جديدة في صراع القوى على أرض سوريا وحتى لو حمّل رئيس وفد النظام بشار الجعفري، الفصائل المعارضة، مسؤولية الفشل، برفض التوقيع على البيان الختامي فإنه هو ونظامه لا يملكان القرار في حسم الموقف حتى لو وقّعا.