جاسر عبدالعزيز الجاسر
واصلت الأجهزة الأمنية السعودية حصد رؤوس وعناصر الإرهاب، وأوقعت ثمانية عشر إرهابياً في آلة اجتثاث الارهاب لتجسيد وتثبيت حقيقة «البيت الأمين» التي خص بها الله سبحانه وتعالى بلادنا العزيزة.
تفكيك أربع خلايا داعشية في المملكة في وقت متزامن وفي أربعة مناطق عمل أمني ليس بالهين إلا على الأجهزة الأمنية السعودية التي اعتادت تحقيق الإنجازات الأمنية حتى أصبحت مثالاً، وموضع تقدير واحترام من أكثر الدول تقدماً في المجال الأمني.
الخلايا الأربعة الداعشية التي فككها الأمن السعودي والتي استهدفت مناطق مكة المكرمة، وبالذات مدينة جدة التي حولها تنظيم داعش الإرهابي في الأشهر الأخيرة إلى ميدان لنشاطه الإرهابي، بعد أن كانت من المدن التي ظلت عصية على عناصر التنظيم الارهابي، إلا أن الدواعش حركوا عناصرهم وخلاياهم الإرهابية في هذه المدينة الحيوية منذ أواخر محرم الماضي، وتقدمت جدة في تفعيل وتحريك أعمال الإرهابيين على مدينة الرياض لتأتي بعدها الطائف.
الإرهابيون الدواعش الذين لا يمكن التقليل من خطورتهم، رغم تفوق الأجهزة الأمنية السعودية، إلا أنهم طوروا إجرامهم وخططهم والتي تمثلت في توفير المأوى وأماكن التدريب، وخاصة في مجال تصنيع وتفخيخ الأجهزة الناسفة والعبوات المتفجرة، وهو ما ظهر في العمليات الارهابية لتنظيم داعش في جدة، وفي إحباط وكر حي الياسمين في الرياض.
الخلايا الأربع العنقودية لتنظيم داعش، والذي كشف عن تطوير نوعي للعناصر الارهابية من أهمها ترابط خلايا التنظيم وتلقيهم التعليمات من خارج الوطن، وبالتحديد من سوريا، حيث المركز الرئيسي للتنظيم، وقد دمج أعمال الخلايا الأربع وفق نسق إجرامي شبه متكامل؛ فبالإضافة إلى توفير المأوى وأماكن التدريب والتخفي لعناصر التنظيم الارهابية، تقوم عناصر أخرى برصد الأهداف وتمريرها للتنظيم في الخارج، إضافة إلى تجنيد أشخاص لمصلحة النظام، وقد تكفل من يقومون بهذه المهمة من توسيع دائرة من يغوونهم فتنوعت أعمار العناصر الإرهابية من مقتبل العمر في العشرين إلى من تجاوز العقد الرابع، وهذا مرده إلى ما تقوم به العناصر المؤيدة والمتعاطفة مع هذا التنظيم الارهابي نتيجة فكرهم الملوث والمنحرف، وقد استطاع أصحاب هذا التوجه المنحرف من اختراق فئات عمرية متنوعة عبر توظيف وسائل الاتصال، وبالذات «التويتر» سواء بالترويج والتحريض على المشاركة في القتال بمناطق الصراع إلى جانب التنظيمات الارهابية أو بالتبرع ودعم أفكار التنظيم، وهو ما ساهم في تكوين دعم مادي كبير للأنشطة الارهابية وقد تم ضبط أكثر من مليوني ريال لدى عناصر الخلايا الأربع الأخيرة التي ضمت اضافة إلى الخمسة عشر مواطناً سعودياً اثنين من اليمن وسوداني واحد، والغريب أن السوداني واليمني عاطلان عن العمل، ومع هذا تواجدا على أرض المملكة لتخريب أمن البلد الأمين.