فهد الحوشاني
خلال أقل من أسبوعين تلقت المملكة وقادتها وشعبها شهادتين من أكبر دولة في العالم، الأولى عندما لم يضف رئيس الولايات المتحدة اسم المملكة إلى قائمة الحظر التي شملت ست دول، وهي رسالة تعني الكثير للخارج وللداخل الأمريكي! كما أنها أكَّدت أن المملكة حكومة وشعبًا تنبذ الإرهاب ولقد ابتلينا بشيء من أذاه لسنوات طويلة وما زالت المعركة قائمة ويحقق فيها رجالنا أمننا انتصارات كبيرة، وكانت أصوات من بعض الدول ممتعضة متسائلة! لماذا لم يرد اسم المملكة ضمن قائمة الحضر!؟ وراحوا يأخذون دور المدعي العام في محاولات للإساءة للمملكة، لكن أقول لهم: موتوا بغيظكم! من تستحثونه، ها هو ينتصر للحق ويعترف للمملكة بما تستحق بأنها دولة سلم وسلام تسهم في مكافحة الإرهاب والعالم كله يعترف بذلك. الشهادة الثانية كانت هي الأكبر دلالة حيث جاءت مثمنة جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف في مكافحة الإرهاب.. عندما تسلم ميدالية (جورج تينت) من مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، الذي سلمها له في الرياض قبل أيام، هذه الميدالية تمنحها الاستخبارات المركزية الأمريكية لمن له مساهمات في تحقيق الأمن على المستوى الدولي، ومن مثل المملكة وقيادتها قام بذلك! فقد حاربت المملكة الإرهاب في الداخل والخارج وقدمت المساعدات المالية مشاركة في الجهود الدولية بل وقدمت المعلومات الاستخبارية التي حالت دون حدوث عدد من العمليات الإرهابية في بعض الدول! وهذه الميدالية أيضًا هي تكريم لكل شعب المملكة الذي ينبذ الإرهاب ولكل رجال الأمن المخلصين الذين بذلوا أرواحهم في سبيل أمننا.
إن أمريكا الجديدة، التي هي بصدد تغيير في سياستها الخارجية ليست بحاجة إلى مجاملة المملكة، لكنها رأت في الجهد السعودي جهدًا يستحق الإشادة، بينما صنفت إيران بأنها أكبر داعم للإرهاب، ورأت في السعوديين شركاء يعتمد عليهم في القضاء على الإرهاب الذي لم تسلم منه إلا الدولة التي تقوم برعايته!
ما يمكن ملاحظته أن هذه أول زيارة لمسؤول أمريكي للرياض بعد الإدارة الجديدة، جاء محملاً بالشكر والثناء المعلن، فعلى من كان يغيظه أن تكون المملكة وشعبها محل التقدير والثناء فليكن على استعداد لسماع مثل هذه الأخبار التي لا تسره في المستقبل، فالمملكة بقيادة خادم الحرمين وولي العهد وولي العهد يشهد لها العالم المتحضر بمساهمتها في مساعدة وتنمية الدول ومحاربة الإرهاب. وهي ماضية وفق نهجها المعتدل الذي ينطلق من عقيدتها في أن تكون راعية للسلام العالمي.