د.عبدالعزيز العمر
يستطيع أي نظام تعليمي متى ما توافرت لديه القيادات المتمكنة أن يصنع الطالب طبقًا للمواصفات المعرفية والعقلية والمهارية التي يحددها ويتطلع إليها أي مجتمع يريد النهوض. إنني ما زلت أحلم بأن ينجح تعليمنا في تخريج طالب محققًا للمواصفات الآتية: أولاً: أن يتعود طالبنا الاستقلالية في التفكير؛ فلا يدع الآخرين يفكرون نيابة عنه، ولا يكون مجرد صدى لهم. ثانيًا: عدم الوثوقية المطلقة في كل ما بين يديه؛ وهذا يعني أن طالبنا يجب أن يضع كل ما يعرض عليه من أفكار على محك الفرز والفحص العقلي قبل أن يقبلها أو يرفضها. ثالثًا: يجب أن ننمي لدى طالبنا العقل المتسائل؛ وهذا يتطلب أن تكون لدى طالبنا الجرأة الكافية لطرح كل الأسئلة التي تشغله، وأن يعرف كيف يصل للمصادر الموثوقة التي توصله إلى إجابات تساؤلاته. رابعًا: يجب أن يكون طالبنا منفتحًا عقليًّا، أي يأخذ موقف الحياد مبدئيًّا، ويتجرد من ذاتيته، ولا يتشبث بأفكار معلبة مسبقة، تمنعه من مناقشة أفكار جديدة قابلة للرفض أو القبول. خامسًا: ألا يتعود طالبنا على القفز فوق حقائق الواقع التي أمامه لكي يصل إلى استنتاج معين لهوى في نفسه. سادسًا: أن يتجنب تعميم أحكامه وقراراته بناء على حالات فردية خاصة. سابعًا: ألا يضفي قداسة على أحد؛ فيسلّم بصحة أفكاره (كل يؤخذ من كلامه..). ثامنًا: أن يعتاد على بناء استنتاجاته على معلومات ودلائل دقيقة وممحصة.
هذه الأفكار هي فعلاً التي تصنع الفرق الحقيقي بين تعليم متخلف وآخر متقدم.