د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
عندما تسلّم سمو ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في الأسابيع الماضية استحقاقًا عالميًا تمثل في ميدالية (جورج تينت) من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب والإسهامات الناجحة في تحقيق العدل والسلام الدوليين، كان ذلك الحدث من أمهار بلادنا الحافزة التي تثبت أن تجربة بلادنا أثيرة وفيرة في مكافحة الإرهاب، وأنها أصبحت محط أنظار المجتمعات الدولية، وإشارة فاخرة إلى ريادة بلادنا في الحرب على فلول الإرهاب وتنظيماته، كما أن الترحيب العالمي وما أشادت به جلّ دول العالم الشقيقة والصديقة تجاه منح سموه تلك الميدالية المرموقة يجعلنا نرتشف معاني عظيمة للأمن الوارف الذي تُوسمُ به بلادنا في صياغات الحياة، وتحفيزًا مجزيًا لجهود التنمية وجهود التطوير فيها، وما فتئ المهتمون بالشأن الأمني والمنظمات الدولية المعنية بمكافحة الإرهاب يدرجون في سياقاتهم النموذج الأمني السعودي، وقصص البطولات الاستباقية التي يتربع على سدتها رجال الأمن في بلادنا يقودهم رجل الأمن الأول والمسؤول عن صناعة المثال والنموذج الشجاع سمو ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف -حفظه الله-.
تلك القوة التي تملكها بلادنا والشجاعة التي يتسم بها قادتنا شكلت منهجًا واضحًا في التعامل مع الإرهابيين وتوجيه الضربات الموجعة لهم في أوكارهم، وإفشال مخططاتهم ودحرها وتحفيز المواطن للمشاركة في منظومة العمل من أجل حرية الإنسان وسلامته، وحماية مكتسبات الوطن ومقدراته، فعندما كانت الأحاديث ساخنة حول التنظيمات الإرهابية الدخيلة القافزة من المغارات والكهوف ومن بؤر التخلف الفكري؛ وعندما صرخ العالم بأسره عمن يدعم العبث الدموي السافر؛ وحزمة أخرى من الطروحات حول من يقلب له نصوص الشرع، ويدلّس عليه الحدود ويلوي له النصوص ليتلبّسها، حين يتخطى حدود الإنسانية، ويقتحم على الأبرياء سكنهم وسكينتهم حتى ارتوى بكثير من الدماء النزيهة وفتك بوفير من المكتسبات النامية وانحسر الضوء في بعض أماكنه وتجمعاته.
لا من الغول والشياطين لكن
تتنزى من الأنام الغولُ
عند ذاك انطلق سمو ولي العهد وزير الداخلية -حفظه الله- يقود كتائب الأمن ويعمل -حفظه الله- من مفاهيم مهمة تتصدرها مواجهة التطرف والفكر المنحرف، واستثمار الإمكانات الأمنية المتقدمة لكشف مخططات الإرهابيين وتحجيم انطلاقاتهم، ومن ثم القضاء على جذورهم داخل جحورهم؛ والمفهوم النبيل الآخر الذي رفع سموه رآياته في كل محفل محلي ودولي وتبنته بلادنا تأصيلاً لعدالة الإسلام ونزاهته من الإرهاب ومصانعه ونواتجه هو فك الارتباط الفكري بين الإسلام والإرهاب، كل ذلك تبلور في تشكيل متانة مذهلة للاستراتيجية الأمنية في بلادنا مما حقق النجاحات في التعامل مع الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، فقد نجحت السلطات الأمنية في فرض شخصيتها في كل المواجهات المباشرة مع الإرهابيين وهذا النجاح الاستباقي يمكن أن يكون نموذجًا عالميًا في التعامل مع الإرهاب في مواقعه المختلفة في العالم..
حفظ الله بلادنا وقيادتنا الرشيدة، وحتما هنالك شهادات عالمية تتوالى تستحقها بلادنا.
فأحرِ به أن يبلغ النجم رفعة
وأن يتعالى فوق ذاك صعوده