حمّاد السالمي
* ما أهم مكتسب وطني يحرص عليه أبناء هذا البلد اليوم؛ ويفاخرون به أمم الأرض كافة..؟
* إنه المكتسب الأمني دون شك. إنه لا حياة بدون أمن. وإن وجدت حياة في ظل أمن مزعزع؛ فهي حياة تعيسة كلها خوف وهلع؛ مشوبة بانتظار موت رخيص في أي لحظة.
* حُقّ للمملكة العربية السعودية -حكومة وشعبًا- أن تعتلي قمة المجد الذي تجهد في الوصول إليه حكومات وشعوب قارات العالم كله. مجدنا العظيم؛ هو في توفير الأمن الداعم للحياة الكريمة، على تراب وطني بمساحة قارة، تتماس حدوده البرية والبحرية مع أربع عشرة دولة إقليمية. بعض هذه الحدود من شمالي المملكة وجنوبها؛ مشتعل للغاية، ويعيش حالة احتراب شبه دائمة، ويشكل بيئات حاضنة لجماعات إرهابية، شغلها الشاغل التسلل إلى ترابنا الوطني لزعزعة أمنه وتهديد استقراره. ومن هذه الحدود البرية والبحرية؛ تعمل عصابات إقليمية ودولية على تهريب البشر والمخدرات والأسلحة. كل هذه الأخطار المحدقة بنا؛ يتصدى لها رجال الأمن الأوفياء بكل شجاعة واقتدار، فيحبطونها، ويحدون من أخطارها إلى أعلى الدرجات، بل ويمدون يد المساعدة بالمعلومات الاستخبارية الدقيقة لدول إقليمية وأخرى شرقية وغربية، معلومات مهمة أسهمت مرات كثيرة؛ في كشف تحركات الجماعات الإرهابية قاعدية وداعشية، وإبطال عمليات إرهابية كانت تستهدف أكثر من اثنتي عشرة دولة منها: (أميركا، وبريطانيا، وتركيا، ومصر، والكويت، والإمارات، والبحرين، وقطر، والعراق، واليمن، والأردن، والجزائر).. هذا.. بشهادة المسئولين الأمنيين في هذه الدول وغيرها.
* تقول الإحصاءات الأمنية الموثقة؛ إن المملكة العربية السعودية تعرضت إلى أكثر من (100) عملية إرهابية. منها (82) عملية نفذتها منظمة القاعدة ثم داعش، و(18) عملية إرهابية نفذتها عناصر إرهابية مرتبطة بدولة إقليمية راعية للإرهاب هي (إيران). في مقابل هذا؛ هناك (268) عملية إرهابية أحبطها رجال الأمن السعودي قبل وقوعها. هذا على الصعيد الداخلي. أما على الصعيد الدولي؛ فقد أحبطت المعلومات الاستخبارية المقدمة من المملكة لعدد من الدول؛ أكثر من (18) عملية إرهابية كانت جاهزة للتنفيذ.
* ينشر موقع: (المونيتور)؛ الذي قالت عنه صحيفة (واشنطن بوست) بأنه:
(موقع لا يقدّر بثمن). ينشر تقارير أمنية مهمة عن الشرق الأوسط جاء منها: أن المملكة العربية السعودية واجهت (128) هجومًا إرهابيًا في السنة الماضية فقط؛ مما أدى إلى استشهاد وإصابة (1147) شخصًا. ثم يضيف: (الولايات المتحدة استفادت من السياسات السعودية في مكافحة الإرهاب، وواشنطن تعتبر الرياض جزءًا حاسمًا في الحرب ضد داعش والقاعدة).
* هناك تقارير أخرى لمعهد (بروكنجز) تقول: (إن السعودية حققت تقدمًا ملحوظًا في مواجهة الإرهاب، وأصبحت شريكًا أساسيًا للولايات المتحدة منذ العام (2003م)، وأن النجاحات التي تحققت في مواجهة القاعدة؛ تعود بشكل أساسي لتعاون السعودية.
* منذ اليوم المشئوم الذي نفذت فيه القاعدة عمليتها الإرهابية ضد برجي التجارة العالمية سنة 2001م في نيويوك؛ والعقلاء من ساسة وقادة ومفكرين يعرفون جيدًا؛ أن الهدف الأساسي؛ كان موجهًا لتخريب العلاقات الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، لكي يستفرد الإرهابيون من متطرفي القاعدة والإخوان المناحيس بالمملكة دون غطاء دولي. قادة المملكة وحتى الساسة في الولايات المتحدة فيما بعد؛ أدركوا هذه اللعبة القذرة، فتقوت العلاقات بين البلدين أكثر، وهذا ما ساعد على هزيمة الإرهاب وكسر شوكته في داخل المملكة وفي خارجها كذلك. بل واكتسبت المملكة من مواجهاتها الفكرية والعسكرية مع العناصر الإرهابية؛ دُربة ثمينة، وخبرة كبيرة، أصبحت مثار اهتمام وإعجاب العالم كله، ومن هذا العالم الذي قدّر جهود المملكة، وثمّن خبرتها؛ الدوائر الأمنية والاستخبارية في الولايات المتحدة: وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، التي كرّمت المملكة قيادة وشعبًا وأمنًا في شخص سمو الأمير (محمد بن نايف بن عبدالعزيز)، ولي العهد وزير الداخلية بميدالية: (جورج تينت)، للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب، ونظير مساهمات سموه غير المحدودة لتحقيق الأمن والسلم الدوليين. وقاهر الإرهاب السعودي الحائز على هذه الجائزة الكبيرة؛ أرجع الفضل في هذا الإنجاز الدولي الجديد؛ إلى: (جهود وتوجيهات قادة البلاد، وشجاعة رجال الأمن، وتعاون المجتمع، والعمل الاستخباراتي المميز). ويشكل هذا القول الكبير الذي لا يصدر إلا عن كبير؛ قمة الفهم الراقي الذي حقق لبلادنا هذا الإنجاز وهذا التميز محليًا وعالميًا.
* أجهزة الأمن السعودية لا تحارب الإرهاب على أرضها فقط، ولكنها تصل بذراعها القوية الضاربة إلى حيث يكون الإرهاب الدولي في دول وقارات العالم. وتكوين حلف دولي لمواجهة الإرهاب الذي ظهر في مؤتمر جدة بدعوة من المملكة قبل سنوات؛ يكشف عن أن المملكة أكثر دول العالم تضررًا من الإرهاب، وأكبر دول العالم مواجهة له. هذه ريادة لا تقبل المزايدة في دور بلادنا الرائد في المواجهة والتصدي لمشروع الإرهاب، وما تحقق ويتحقق من نجاح كبير؛ نعرفه نحن في بلادنا قبل غيرنا، ونفخر بالكفاءة الأمنية عالية المستوى، الذي يقودها (قاهر الإرهاب وصاعق الإرهابيين)، الأمير (محمد بن نايف بن عبدالعزيز)، ولي العهد ووزير الداخلية، الساهر هو ورجال الأمن كافة في المملكة على أمننا وراحتنا.
* شكرًا سمو الأمير (محمد بن نايف). لقد انتزعت بعزم الإرادة وقوة الإدارة، أكبر شهادة اعتراف، وأعلى تقدير مستحق، من أكبر دولة في العالم.