صالح بن عبدالكريم المرزوقي
مدخل
وفقاً لدراسة دولية لباحثين من بريطانيا وكندا ظهر أن 50% من الأشخاص يبدون سريعي التأثر بالأخبار والتصديق بأنهم عاصروا أحداثا خيالية أو متخيلة، ويتذكرون أحداثا لم تقع قط، وخلص الباحثون من نتائج دراستهم إلى أن (تزوير) أو (خلط) المعلومات أثناء عرض الأحداث يمكن أن يقود إلى ذاكرة خاطئة الأمر الذي يؤثر على سلوك ومواقف بعضهم، ونشر الباحثون ثماني دراسات حول زرع الذاكرة الكاذبة بإشراف الدكتورة (لمبري وايد) بجامعة ايريك البريطانية ومساهمة الدكتور (الين سكوبوريا) من جامعة ويدسور الكندية والبروفيسور (ستيفن لندسي) من جامعة فكتوريا الكندية، وأظهرت الدراسة أن هناك عوامل تؤثر على خلق اعتقادات أوذاكرة كاذبة، الدراسة أعلاه التي أجهدت الباحثين لو تمت هنا من قبل متخصصين في هذا الشأن لما احتاج الأمر لكل تلك الدراسات والأبحاث ولخلصوا لتلك النتيجة بلا عناء، وذلك لوجود المناخ الملائم والبيئة الخصبة لمثل ذلك في مجتمعنا الرياضي، فنحن نعيش تلك الظاهرة بكل أحداثها وتفاصيلها من خلال إعلام رياضي يمارس ذلك الدور وديماقوقية مغيبة زرع في أذهانها مثل تلك الشكوك التي لو أمعنا في تفاصيلها سنجد أن أكثرها يعتمد على (ذاكرة كاذبة أو مغلوطة أو مشوشة)، ومثال ذلك حديث السيد جاسم ياقوت عن انتقال اللاعب ياسر القحطاني للهلال فقد رمى التهم بحديثه المنقوص وهو يعي ويدرك ما سيترتب على ذلك من ردود أفعال من قِبل تلك الفئة التي ألهب حماسها مثل ذلك الحديث، حيث رمى بالعناوين وترك التفاصيل في جعبته ليظهر بعدها لاهثاً خلف الإعلام للتوضيح وفك تلك الرموز، وذلك في الوقت الضائع بعد أن انفض السامر.. والياقوت ليس غريبا ما تفوه به فشعوره نحو الهلال واضح في حديثه هذا أوما سبقه أو ما تلاه وليت (ملاسه) أظهر ما في (القدر) وأخبر أين ذهبت ملايين القحطاني وكريري والودعاني والشهراني التي كان من الممكن أن تجعل القادسية من أغنى الوسط، ولكن هذا لم يحصل فلا طال بلح الشام ولا عنب اليمن، هذا في ما يخص الياقوت، أما ربطه بمحمد الشيخي في هذا الموضوع فهو نتيجة لما كتبه الشيخي حينما قال - يقول جاسم ياقوت: إنه يذهب مع رأي الشارع الرياضي حول تأخير البت في قضية (التون) حتى لا يلعب أمام الهلال - والحقيقة أننا لا نعلم أين هو الشارع الرياضي الذي يتحدث عنه الياقوت والذي يبدو أنه الشارع الذي يقود إلى بيته فهو يتحدث عن نفسه بلغة الجمع، أما مقولته فقد كفانإياها صدور القرار والذي عكسها تماما بحيث يبدو أن تأخير القرار تم لكي (يلعب) أمام الهلال وليس العكس هكذا يجب أن يفهم. وإن كنت لا أقف مع هذا الرأي لأننا ضد نظرية المؤامرة وثقافة الوهم التي يؤمن بها بعضهم ويروج لها على طريقة الذاكرة الكاذبة. أما السيد لشيخي فقد ذهب إلى أبعد من ذلك عندما علق على القرار مستغربا تأخيره إلى يوم المباراة والحقيقة انك لتعجب من تفكير وإدراك بعضهم من نقاد الغفلة ممن ينطبق عليهم المثل الدارج (لا يعجبه العجب ولا الصيام في رجب). الغريب ان هذا الحماس للاعب التون لم يحدث إلا قبل مباراة الهلال، أما في المباراة التي سبقتها فلم يظهر مثل ذلك الصوت، المهم في الموضوع ان عنوان الشيخي كما يبدو موجها لنادي الشباب وقضية العويس ولكنه تحدث عن ذلك باقتضاب حيث خرج عن خط سيره باتجاه الهلال حيث رمى يمينا وشمالا وعرج على تسجيل الهلال لأسامة هوساوي والمعيوف ووصفها بصفقات آخر الليل، بينما نعت صفقات فريقه المفضل بالاحترافية (العويس نموذجا) ومع اننا لا نرغب الخوض في مثل هذا الأمر ولكن كما يقول الشاعر:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركبا
فما حيلة المضطر إلا ركوبها
لذلك نقول وعمر القارئ يطول..، إن أسامة الذي ذهب من الهلال إلى الأهلي عن طريق (كوبري بلجيكا) عاد إلى الهلال بعد أن انتهت آخر دقيقة من عقده الاحترافي وعلى طريقة (تذكرني إذا جربت غيري) فهو لم يختف ولم يغلق جواله في وجه ناديه قبل أن يوقع للهلال وهنا الفارق الاحترافي. وعلى طاري (الكباري) أود أن أهمس في أذن الكاتب لأقول: إن هذا المسلسل ابتكار أهلاوي من حيث (السيناريو والحوار والإخراج) بدءاً من (كوبري) سعيد غراب نجم الاتحاد السابق الذي انتقل للأهلي عبر نادي النصر في أوائل التسعينيات الهجرية حيث لم يمكث مع النصر سوى بضعة أشهر ومرورا بلاعب الهلال أسامة هوساوي عبر بلجيكا وانتهاء باللاعب سعيد المولد الذي وقع عقدا احترافيا مع نادي الاتحاد ولكنه رفض اللعب على طريقة (هوّنت) وذهب للبرتغال ليعود إلى الأهلي عبر محطة الرائد هذه هي الحقائق التي لا تعتمد على الشكوك والأوهام على طريقة الذاكرة الكاذبة، كما أن هناك بعض الأمور التي لا نريد نبشها من حيث انتقال اللاعبين والتي حدثت في حقبة فارطة (زمن قلعة الكؤوس) أو ما صاحب احتراف اللاعب الأجنبي في فترته الأولى لذا نقول للكاتب محمد الشيخي ومن يسايره خصوصاً من بعض كتاب الرأي الأهلاويين «من بيته من زجاج فلا يرمي بالحجارة) فلا تطيرون بالعجة.