الغالبية من مشاهير (السوشال ميديا) في وقتنا الحاضر للأسف هم الأطفال الذين تمت (ولادتهم) في زمن وفي يد كل واحد منهم جوال ويده الأخرى آيباد (ميني!!).
مشاهير حصلوا على الشهرة فجأة وبدون أي مقدمات وبسبب مقطع تسجيلي لموقف تافه صاحبه ربما شيء من قلة الأدب قام بنشره عبر حسابه على الانستقرام أو السناب شات أو في أحد مواقع التواصل الاجتماعي ليتفاجأ بعدها أن متابعيه بالمئات.
مما أقنعه وشجعه بأن يعيد التجربة مرة أخرى ويبالغ أكثر لينشر مقطعا ثانيا أشد قبحاً ويشاهد بعدها أيضاً بأن عدد متابعيه يرتفع أكثر؟!، لتعطيه دافعاً أكبر وانطباعا بأنه على صح وأن ما يقوم به مضحكا وهو في واقع الأمر مبكٍ ومع هذا يتفاجأ ومع كل مقطع جديد ينشره بارتفاع عدد متابعيه أكثر وأكثر على سخافة وسماجة اقترفها وتطبيل من متابعيه (التافهين) والأطفال منهم!!.
ليصبح بعد هذا أحد مشاهير (السوشال ميديا) المؤثرين!! لتنهال عليه بعد ذلك الفلاشات ويصبح هدفاً للمعلنين والمستضيفين له وكأنه الناصح القادر على التطوير والتغيير، بل وللأسف وصل الأمر إلى أن يجد الدعم الكبير من قبل بعض وسائل الإعلام التي وضعت لهم برامج خاصة لكسب متابعي ذلك (المغفل) وليس حباً وقناعة بما يقدمه.
والعجيب في الأمر أيضا أن أولئك المشاهير (المغفلين) وجدوا دعماً وتشجيعاً ومتابعة من شخصيات لها قيمتها وتأثيرها في المجتمع مما أعطاهم انطباعا أكثر عن صلاحيتهم وصلاحية ما يقومون بها عبر حساباتهم.
ومشاهير الغفلة للأسف أو بالأصح (مواليد الآيباد ميني) ومن خلال حساباتهم وفي كل يوم ينشرون ما لا يسر صديق ويفرح عدو؟!!، وينشرون دروسا لاتفيد بل وتعود بالضرر على النشء من المتابعين صغار السن تحديداً ومضيعة للوقت بلا هدف للتافهين.
ومن الأدلة على عدم صلاحية أصحاب تلك الحسابات واستغلالها، قيام أحد أولئك (المشاهير) ومن خلال حسابه بعمل إعلان لأحد أقاربه ونشر حساب ذلك القريب لأولئك المتابعين (الملايين) حيث جعل منه ذلك الشيخ القادر على العلاج وفك السحر بالرقية الشرعية والذي ربما من خلال ذلك يكون فيه استغلالا لضعاف النفوس منهم.
كما من تلك الأمثلة مشهور غفلة آخر يقوم بالنشر عبر حسابه والإعلان لفعاليات يقول عنها بأنها (كوميدية) حيث يقوم فيها بإشعال النار في رأسه؟! رغبة منه في التدفئ من البرد مما جعله يقع في موقف محرج كاد يعرضه لخطورة بالغة لولا لطف الله سبحانه، وفعالية أخرى كما يزعم يقوم فيها بالنزول من السيارة وهي في وضعية المشي ليتفاجأ بالسيارة تنحرف وتصطدم بأحد الأشجار.
فعاليات لاتصل (للاحترافية) بل (للاخترافية) وهي أن دلت على شيء فهي على التشجيع والدعم الذي يجدونه من متابعيهم على سخافات؟! لاتنهضم.
أضف لذلك بأن أولئك المشاهير أصبحوا يتعمدون على نشر كل ماهو مخالف لينعرفوا أكثر حتى ولوا أدى الأمر إلى نشر مقاطع مخالفة شرعاً.
والخطير في ذلك بأن مايقوم به أولئك المغفلين لتلك السخافات أصبحت تتناقل وتصل بشكل سريع بين الأطفال مما جعلهم يقلدونها ويتأثرون بها وبأصحابها.
كما أن من الأشياء التي قد تأثر على النشء من أولئك المتابعين هو عندما تجد ذلك المشهور (المغفل) يقوم بتصوير أحد مقاطعه وبجانبه من هو يدخن والآخر (راكز) الشيشة (المعسل)، كما تجد مشهورا آخر في أحد سفرياته يتعمد الإشارة إلى مشروب كحولي ليس للتنبيه والتحذير وإنما للسخرية وهو في ذلك ينقل للمتابع الصغير (الطفل) عن أمر لم يكن يعرف عنه أي شيء، مما يعطي ذلك المتابع (الطفل) أن تلك الأشياء مرغوبة ومستحبة، وهذا أن دل فهو يدل على أن مشاهير الغفلة ضررهم أكبر من نفعهم.
إعلانات مشبوهة؟! مقابل وجبة؟!!
وأخيراً أرى بأنه لابد من متابعة حسابات مشاهير (الغفلة) ومراقبة ما يقدمونه من خلالها والتبليغ عن كل من يخالف منهم ومعاقبته أشد العقاب، كما لابد من وضع ضوابط لعملية الإعلانات لديهم، لكي لانرى أشياء مشبوهة وأشياء غير مرخصة تستغل بعض الجهات من شركات ومؤسسات حساب ذلك (المغفل) بأعطائه تصبيرة (وجبة مجانية) تغريه بها وتسد جوعه!! أو طقم رياضي!! أو (صحن) بقلاوة!! مقابل عمل إعلان وهو في الأساس كوبري وهدف استغلته تلك الجهة لتسويق منتجاتهم التي ربما تكون ممنوعة أصلاً من قبل الجهات الرسمية، وإيصالها لمتابعيه (الملايين).