«الجزيرة» - عبدالله الجعيدي:
«الجزيرة» التقت السيد جين جياو، رئيس مجموعة هواوي لأعمال المستهلكين في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث سلط الضوء على العديد من النقاط في الحوار التالي:
تحدث السيد جين جياو في البداية عن السوق السعودي حيث قال:
إن «هواوي» تحتلُّ اليوم المرتبة الثالثة في مجال مبيعات الهواتف الذكية في هذه السوق بحصة وصلت إلى 13 بالمائة حتى نهاية أكتوبر الماضي، وذلك بحسب أرقام مؤسسة GFK. ونحن لدينا خطط لنحتلَّ المرتبة الأولى في غضون 3 سنوات من الآن، وكلُّنا ثقة بأن ذلك سيتحقَّق مع الوقت، باعتمادنا وتركيزنا على مسألة الابتكار في منتجاتنا، إضافة إلى تطوير جانب خدمة ما بعد البيع، حيث قمنا بفتح معرض لنا في الرياض في هذا المجال، وسنقوم بافتتاح معرض رائد لخدمة ما بعد البيع في جدة أيضاً في يناير المقبل، مشيراً في هذا الإطار إلى أن السوق سيكون أكثر إيجابية في العام المقبل.
وأضاف أن مسألة الابتكار عند «هواوي» والتي حرصت منذ البداية على وضع أهمية خاصة بها أن الشركة استثمرت عام 2015 نحو 9.2 مليار دولار من مداخيلها عالمياً في مجال البحث والتطوير، أي ما يعادل نحو 15% من عائدات المبيعات، لا بل أن استثماراتنا في هذا المجال وصلت إلى أكثر من 37 مليار دولار خلال السنوات العشر الماضية. وحول أحدث أجهزت هواوي لهذا العام قال جين جياو: إن «هواوي Mate 9 الذي يضع بين أيدي المستخدمين من عالم الأعمال تجربة جديدة كلِّياً في نظام الأندرويد، ويقدم الأداء السحابي الأسرع وتقنية الشحن المبتكرة SuperCharge. ويتميّز الهاتف الجديد بعدد من المزايا منها أنه يحتوي على رقاقة معالج كيرين 960 وهو أقوى معالج للهواتف الذكية في العالم، إضافة إلى واجهة المستخدم التلقائية EMUI 5.0 التي تسمح بالوصول إلى أكثر من 50 بالمائة من الوظائف بنقرتين لا أكثر. كذلك تقنية SuperCharge المبتكرة التي تمنح المستخدم شحناً يدوم ليوم كامل خلال زمن لا يتجاوز 20 دقيقة فقط، ناهيك عن كاميرا الجيل الثاني من شركة «لايكا» الألمانية بعدسة مزدوجة وتقنية التركيز الهجين Hybrid Zoom بدقة 12 ميجابكسل ومستشعر ألوان RGB بدقة 20 ميجابكسل ومستشعر اللون الأحادي بدقة 2X ميجابكسل، دون أن ننسى أن هذا الجهاز بإمكانه تحميل تطبيقين لكل من واتساب وفيس بوك، وهذه ميزة يفضلها الكثير من المستخدمين. وأضاف: «أمام هذا الواقع، لم نتفاجأ بأن الإقبال على هواوي Mate 9 كان مضاعفاً عندما نقارنه مع Mate 8 مثلاً، وذلك مؤشر على أن المستخدمين في المملكة يحبُّون منتجاتنا ويثقون أيضاً بسلسلة منتجات عائلة Mate». وأضاف السيد جياو أنه وفي سياق متَّصل، فإن «هواوي» تعاونت مع علامة «بورشه ديزاين» للتصاميم العصرية الفاخرة لإنتاج بورشه ديزاين هواوي Mate 9 بإصدار محدود. وتابع: «لماذا بورشه ديزاين؟ ببساطة لأن «هواوي» و»بورشه ديزاين» شركتان رائدتان كلّ في مجالهما، ويتشاركان القيم المتبادلة حول الابتكار، التصميم وتطوير المنتجات. كذلك فإن «بورشه ديزاين» تستهدف الجمهور الذي يبحث عن المنتجات الراقية كما هو حال مستخدمي هواوي Mate 9 الذين هم مستخدمين محترفين يسعون إلى مزيد من التصميم الجذاب وقوَّة الأداء في الهاتف الذكي.. من خلال هذه الشراكة، يستفيد الطرفان من موارد وخبرات بعضهما».
وختم حديثه فيما يتعلق بالبطارية بأن «هواوي» تؤمن بأهمية الجودة والسلامة التي تعتبرهما العامودين الأساسيين في حياة عملها». وأضاف: «سلامة البطارية تشكِّل تحدّيًا مشتركا لمصنِّعي الهواتف الذكية، وبالتالي ما حصل مع أحد المنافسين يُعَدُّ درساً لنا أيضاً. هذا الأمر ينبهنا ويذكرنا نحن كشركة رائدة في مجال تصنيع الهواتف الذكية أن نستمرَّ في أخذ الحيطة لتأمين سلامة منتجنا، وبالتالي التركيز كثيراً كي نتجنَّب مواجهة المشكلة نفسها. فهذه الأمور تحصل في هذا القطاع، وبالتالي هذا يدعو الجميع إلى التركيز أكثر على مبدأ الأمان والجودة».
وفي جانب المسؤولية الاجتماعية، أشار جياو إلى أن «هواوي» وباعتبارها واحدة من أكبر شركات تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة، وتماشياً مع برنامج المسؤولية الاجتماعية العالمي للشركات الذي تتبعه،. ولتحقيق هذه الغاية، قامت «هواوي» بمجموعة من المبادرات المحلية بما في ذلك:
«برنامج «بذور من أجل المستقبل» الذي يهدف إلى تبادل الخبرات في مجال تقنية المعلومات والاتصالات مع المجتمعات المحلية، ما يساعد على تشكيل أنظمة تعليمية فعالة ورعاية المواهب في هذا المجال «تدعم «هواوي» مركز تقنية وبحوث «واي ماكس» و»إل تي إي» بالشراكة مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية «دخلت «هواوي» فيشراكة مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المملكة العربية السعودية لتزويد الطلاب بإمكانية الوصول إلى أنظمة تقنية معلومات واتصالات ومختبرات متطورة.
«تعاونت «هواوي» مع جامعة الملك سعود حيث شاركت في الفعالية التي تطلقها الجامعة سنوياً تحت عنوان «يوم المهنة»، وقد فتحت أبواب النقاش حول كيفية قيام المهنيين الشباب بالعمل على تحقيق مسيرة مهنية ناجحة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات الحديث
ولفت جياو إلى أن الشركة أقامت وبالتعاون مع المؤسسة خلال الفترة القليلة الماضية دورات تدريبية في صيانة الهواتف المتحركة شملت 100 مدرب من المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، وذلك في أربع مدن سعودية رئيسة وهي: الرياض وجدة والدمام وأبها. وعقب اختتام الدورات، وجّهت «هواوي» دعوة لأفضل 10 مدربين لاستضافتهم بمقر الشركة في الصين للمشاركة في البرنامج التدريبي المتقدم لصيانة الهواتف المتحركة الذي أُقيم على مدار أسبوعين كاملين. وقد منحت شركة «هواوي» المدربين الـ 10 «شهادة معتمدة» في التدريب المتقدم على صيانة الهواتف المتحركة، ونحن في «هواوي» نبذل قصارى جهودنا لدعم مسيرة التنمية المستدامة في السعودية. ولا شك أن تحقيق رؤية السعودية 2030 يتطلب توفير موارد وكفاءات وطنية تمتلك القدرة على تنفيذ الرؤية بكل نجاح. ويسرنا في «هواوي» أن نقدم كامل دعمنا لتطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في المملكة، بما يمكنها من بناء اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والمساعدة على بناء مجتمعات أكثر تواصلاً في السعودية التي تطمح لإحداث نقلة نوعية في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات لديها. دون شك فإن رؤية 2030 تشكّل دافعا قويًّا لعجلة قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات إلى الأمام، ونحن بالتأكيد سنستمرُّ في ضخِّ المزيد من الاستثمارات في هذه السوق».
في الختام، شدَّد جياو على مسألة في غاية الأهمية والتي توليها «هواوي» اهتماماً وحرصاً كبيرين، وهي تأمين وخلق فرص عمل للشباب والشابات السعوديين. وفي هذا المجال، تطرَّق إلى نتائج الاستطلاع الذي أجرته شركة «غلف تالنت» المتخصصة بالتوظيف مع أكثر من 200 طالب سنة أخيرة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، حيث جاءت «هواوي» ضمن أفضل 20 شركة موظفة في المملكة إلى جانب عدد من كبريات الشركات السعودية الرائدة. وأوضح أن المستطلَعين قد بنوا قراراتهم على ثلاثة عوامل رئيسة وهي: جودة برامج التدريب والتطوير، فرصة القيام بمهمات مثيرة للاهتمام ومفعمة بالتحدي والراتب والمزايا الجيدة، فضلاً عن الأمان الوظيفي وسمعة العلامة التجارية». وأضاف: «تؤمن «هواوي» بأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص والدور الحيوي الذي يضطلع به القطاع الخاص في تطوير وبناء المهارات المحلية. وبالنسبة لنا في «هواوي» فقد شكلت الرؤية السعودية 2030 انطلاقة قوية نحو المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيد المحلي من خلال توليد فرص العمل، والاستثمار بكثافة في الكفاءات المحلية من خلال مراكز التدريب ومراكز الابتكار المشتركة. ومن الضروري اليوم أن نركز على دمج الشباب السعودي من ذوي المهارات العالية في هذه الصناعة. ونحن في هواوي ندعم ونحتضن جميع الطموحين الذين يطلقون العنان لأحلامهم، ويتطلعون لتحقيق تلك الطموحات الهائلة، ويجعلون بإرادتهم المستحيل ممكناً.