هاني سالم مسهور
بشكل يومي يقدم الزميل محمد العرب مراسل قناة العربية من جبهات الحرب في اليمن، صورة حقيقية، بدأت من وجوده في الخطوط الأمامية مع مختلف قطاعات القوات السعودية، من حرس الحدود إلى الحرس الوطني ووصولاً إلى القوات البرية، كشفت التقارير الميدانية حقائق أحرقت أكاذيب مليشيات الحوثيين، وقدمت صورة واقعية لتفاصيل الأحداث التي تجري عبر مشاهد تكشف وتُعري الحوثيين من مختلف الجوانب العسكرية أو الإنسانية.
بين معركتي تحرير المّخا وميدي، انحاز مراسلا قناتي العربية والحدث ردفان الدبيس ومحمد العرب وقدما دوراً متقدماً عزز من الانتصارات على مليشيات الحوثي، فلقد كانت الصور الأولى التي بثت من المّخا عبر المراسل ردفان الدبيس في مرافقته للقوات الإماراتية والمقاومة الجنوبية باعثة للمعنويات الإيجابية لكل متابع للأزمة اليمنية، وفي المقابل لم تترك تلك المشاهد أمام وسائل الإعلام الحوثية غير الاعتراف بالهزيمة.
كذلك حدث مع المراسل محمد العرب في ميدي وحرض، فبرغم كل ما يبثه الإعلام الحوثي عن هذه المنطقة، فلقد نجح العرب بمهنية كاملة من تعزيز الانتصارات عبر مشاهد تلفزيونية وثقت هزيمة المليشيات الحوثية، وأكدت التقدم لقوات الجيش الوطني وأظهرت الإسناد من قِبل التحالف العربي، وكيف ترك الانقلابيون خلفهم مئات من الألغام الأرضية غير عابئين بحجم الأضرار التي قد تخلفها على المدنيين من إصابات ووفيات.
مراسلو القنوات الإخبارية سواء لقناتي العربية والحدث أو سكاي نيوز أو الإخبارية السعودية، قدموا مواد فيلمية غاية في القوة والمتانة الصحفية، فتقارير الأطفال الأسرى الذين جنّدتهم مليشيات الحوثي كانت واحدة من تلك التقارير التي تظهر حجم الجريمة التي ترتكبها تلك المليشيا تجاه المدنيين، كذلك أساليب التهريب عبر الحدود اليمنية السعودية التي يتم استخدام الأطفال فيها لتهريب القات والمخدرات، وكيف نجح في كشف جريمة الإتجار بالبشر التي تعاني منها عدة مناطق يمنية.
الرسالة الإعلامية التي تجنبت ـ شخصياً ـ التطرق إليها على مدار سنتي الحرب، هي رسالة لم ينجح فيها سوى الصحفيين الذين ينتمون إلى ما يمثله الإعلام من رسالة تحمل في مضمونها الحقيقة، والانحياز لما تمثله الصحافة من قيمة تحفظ للإنسان أولاً وأخيراً الاحترام بما يتلقى بدون تزييف وتضليل، ما يقدمه المراسلين الميدانيين يفتح أمامنا مطالبة لتأهيل المراسلين تأهيلاً عسكرياً يتوافق مع إمكانيات الوسائل الإعلامية من تلفزيونية وورقية، فلقد أثبتت «عاصفة الحزم» مدى أهمية الإعلام في ترجيح كفة الحق على الباطل.