قاسم حول
أيام بيروت السينمائية هي مهرجان غير تنافسي، بمعنى أنه لا يخصع للجوائز ولجان تحكيمها التي تركت آثاراً سلبية على الأفلام حين لا يتسم المحكمون بالموضوعية ويخضعون الأفلام للأمزجة والعلاقات. من هنا تأتي أهمية أيام بيروت السينمائية.
مهرجان غير تنافسي!
بين السادس عشر من شهر آذار - مارس والسادس والعشرين منه، تنعقد هذا العام الدورة التاسعة للمهرجان. والأفلام المشاركة ينبغي أن تكون منتجة بعد نيسان - أبريل من العام 2015 ، وعلى هامش المهرجان سوف يُخصص حيز خاص لمخرجين غير عرب تلقي أفلامهم نظرة على قضايا ذات صلة بالعالم العربي.
فكرة المهرجان غير التنافسي نشأت في بداية السبعينيات في البرازيل، حيث تبنى تيار السينما الجديدة في البرازيل مهرجاناً سينمائياً غير تنافسي. مهرجان بدون جوائز، ولكن الأفلام تخضع بعد عروضها لمحاكمة فكرية وفنية موضوعية من قبل النقاد والجمهور، إذ تتوقف العروض الصباحية لتكون فسحة نقاش الأفلام وبحضور مخرجي الأفلام.. وهذا الحوار والمداخلات تسجل.. وبعد انتهاء المهرجان تبدأ اللجنة الفكرية للمهرجان بتنظيم كتاب يضم كل الحوارات والنقاشات التي دارت بعد عروض الأفلام. هذا المهرجان غير تقليدي وذو قيمة فكرية وفنية جمالية يُشكّل تقييماً للفكر السينمائي وللغة السينما في شقيها الفكري والفني.
عندما تأسست المهرجانات العربية فإنها استنسخت المهرجانات التقليدية القائمة على المظهرية. سجادة حمراء وتقديم لجان تحكيم على منصة المسرح غالباً ما تخلق إشكالات تؤذي المخرجين ، وكثيراً ما أُلغيت أفلام ذات قيمة بسبب تصرف لجان التحكيم التي تحكمها العلاقات أو لا يتسم تقييمهم بالموضوعية، وهذا ما أدى إلى اختفاء الكثير من المهرجانات السينمائية عن الساحة العربية بسبب نجاحها الشكلي وفشلها الفكري والفني الجمالي.
هنا يأتي مهرجان «أيام بيروت السينمائية» بصيغته غير التنافسية وصموده وسط بهرجة مهرجانات سينمائية مظهرية، مع أن المهرجان لا يملك أية مقومات مادية ولم يحصل على دعم من قبل المؤسسات الثقافية أو أصحاب المال الذين يرعون المهرجان عادة.. فيعتمد المهرجان على جهود منظميه والحصول على صالات عرض تتكفّل بعروض الأفلام.
في مهرجان أيام بيروت السينمائية لهذا العام، سوف تقوم السينمائية الألمانية «إيرت نيذارت» والتي تُعنى بالسينما الفلسطينية بإقامة أسبوع للفيلم الفلسطيني الروائي والوثائقي الذي أُنتج في سنوات المقاومة الفلسطينية في لبنان، والتي يحتفظ المتحف الألماني بنسخ من هذه الأفلام.. ويتبنى مهرجان أيام بيروت السينمائية أسبوع السينما الفلسطينية بالتعاون مع المتحف الألماني للوثائق المرئية «الأرشيف السينمائي» الألماني.. وكان المتحف السينمائي الألماني قد نظم في عام 2015 أسبوعاً للسينما الفلسطينية حقق نجاحاً كبيراً وحضره جمهور كبير من عشاق السينما في برلين وعدد كبير من النقاد والصحفيين.