كان النقاش حاداً بين ثلاثة أصدقاء كنت أحدهم، حيث تساءل أحدنا بسؤال مشروع وهو: ما هو دور المثقفين في المجتمع؟! فأزبد صديق آخر وأرعد وهو يجيبه قائلاً: إن للثقافة والمثقفين أدواراً عظيمة، بل راح يوضح دور الثقافة وتقاطعها مع كل شيء في هذه الحياة، ثم أكمل إجابته قائلاً لا ينكر أدوار المثقفين إلا جاهل!
قلت: أتفق على أن الثقافة هي العصب الحقيقي لأي مجتمع كان، فيمكن أن تقيس رقي المجتمعات وتقدمها ونموها من الثقافات السائدة لديهم، ولا يمكن أن ننكر أن الاقتصاد ثقافة، وأسلوب الحياة ثقافة، والتعامل ثقافة، وتمتد هذه الثقافة إلى مالا نهاية في أي مجتمع، لكن ما لا يمكن لي أن أتفق معه بشكل كامل أو أنكره بشكل كامل، هو دور المثقف في تنمية ومناقشة قضايا مجتمعه؟ فالكثير من المثقفين يراوحون في دائرة مغلقة لا يدخلها إلا هم أنفسهم، وهي بعيدة كل البعد عن تأثيرها على المجتمع، وبعضهم انبرى لمناقشة قضايا المجتمع بكل شفافية، غير أن رفض المجتمع في كثير من الأحيان للنقاش العقلاني وتفنيد الموروث جعلهم يتراجعون خوفاً على صداقاتهم وحياتهم الاجتماعية!
عاد صديقنا الأول الذي طرح التساؤل وقال:
كما أخبرتكم، إنكم يا معشر المثقفين تذكرونني بالمشهد الذي مثله الفنان عبد الله السدحان في المسلسل الشهير (طاش ما طاش) حين ألقى قصيدته في المسرح الخالي إلا من شخص مجنون صفق بحرارة للسدحان وهو يلقي القصيدة:
في ليالي الحلزون!
هل حقاً أصبحت ثقافتنا تتمحور حول الحلزون؟ بعيداً عن المجتمع وقضاياه الشائكة؟!
- عادل بن مبارك الدوسري
aaa-am26@hotmail.com
@AaaAm26