الحديث عن أدب الشباب غالباً ما يكون فئوياً، لأن لفئة الشباب في مراحلهم المبكرة وضعاً خاصاً في مقاربة النص الأدبي شكلاً وموضوعاً، ربما بموهبة بكر وخبرة أقل وعلاقة معر المتلقي أقل ثقة وأكثر ارتباكاً.
وحين نتحدث عن أدب الشباب أو أدب المرأة مثلاً فإننا قد نقع في التباس بين الموضوع والإنتاج، فيحصل الخلط بين أهمية الحديث عن النسق الثقافي لكل فئة والتحديات الاجتماعية من جهة؛ وسمات الأدبين شكلاً ومضموناً من خلال النص الأدبي المنتج من جهة ثانية.
ولكن الحديث بهذا المفهوم يحتاج إلى كثير من التحرير والمراجعة، لأن فئة الشباب يصعب الاصطلاح على تحديدها عمرياً ولتباينها موضوعياً من حيث الأفكار والنضج، ولكن ربما أن الحديث عن أدب الشباب سيأخذ منحى اجتماعياً لما يجده الأدباء الشباب من تخلي كثير من المؤسسات الثقافية عن دورها تجاههم.
منذ أن صدر القرار عام 1395 هـ بإنشاء الأندية الأدبية، وكان الهدف منها أن تكون مؤسسات ذات مسؤولية اجتماعية تهتم بالأدباء والمثقفين كجزء من المجتمع، بعيداً عن النخبوية، كان يجب أن تكون أبوابها مفتوحة على مصراعيها لكل من أراد أن يحضر ويفيد، ولكن طبيعة الثقافة والمادة المقدمة وانصراف المتلقي خلقت حاجزاً بين الأندية والمجتمع، وعاشت كثير من الأندية عزلة ثقافية لم توفق بعض الأندية لكسرها والوصول إلى المتلقى العادي والمبدع الشاب. ولكن في الآونة الأخيرة ولوجود وعي وهم ثقافي لدى بعض المؤسسات ولإدراك أهمية القرب للمجتمع وتقديم وجبات ثقافية سهلة الهضم تتناسب مع الاهتمام المتنوع للمتلقي سواءً على مستوى الأطياف الفكرية أو المشارب الأدبية أو حتى الفئات السنية مما سهل تقديم نموذج لمشروع أو منبر يهتم بالشباب وأدبهم لإحدى المؤسسات الثقافية، فاخترت النادي الأدبي بالرياض.
فقد كنت مشرفاً على تجربة قامت بين النادى الأدبي بالرياض وإدارة التعليم مع عدد من الزملاء، هدفها البحث عن المبدعين أدبياً في التعليم العام وتبني موهبتهم ودعمها تحت مسمى النادي الأدبي الطلابي، كانت تجربة ناجحة ولكن لم يكتب لها الاستمرار وتوقفت لاعتبارات وتوجهات معينة.
ثم بعد توقف النادي الأدبي الطلابي بعامين تقريباً وجدت أن كثيراً من المبدعين الشباب يسألون عن النادي وكيفية الوصول إليه والمشاركة فيه، ويطالب بعضهم بعودة المنبر الطلابي مما شجعني على بعث الفكرة من جديد ولكن بشكل أوسع واستهداف شريحة المبدعين من الشباب بسمة شبابية وليست طلابية لتتسع الدائرة ولتضم الفكرة كل المهتمين بالأدب والثقافة بل وجوانب الإبداع كافة، ووجدت أن النادي الأدبي بالرياض هو أنسب الجهات الحكومية لرعاية الفكرة وتبنيها رسمياً، فجاءت فكرة التسمية (منتدى الشباب الإبداعي).
تحت شعار: «شبابنا مبدعون فلننصت لهم»
وكانت الرؤية بأن يكون محضناً ثقافياً يرعى الإبداع الثقافي بشتى صوره وأوسعها للشباب فيما لا يتعارض مع لائحة الأندية الأدبية وتنظيماتها.
وكانت الرسالة:
«الاهتمام بأدب الشباب وإبداعهم وتقديم مواهبهم الإبداعية للمجتمع وللمشهد الثقافي والإعلامي»
والمستهدفون:
«فئة الشباب من الأدباء والمهتمين وأصحاب المواهب في المجلات الأدبية والإعلامية والثقافية والاجتماعية وكل ما يخدم الثقافة ويعززها»
الأهداف:
1 - توفير بيئة إبداعية شبابية يجد المبدعون فيها مناخاً مناسباً لإظهار مواهبهم.
2 - العناية بالمواهب وتقويمها وتوجيهها من خلال الورش الثقافية والدورات التدريبية.
3 - إيجاد منبر يقدم الشباب من خلاله إبداعاتهم وتجاربهم.
4 - تقديم النماذج الإبداعية للمجتمع بوصفها نماذج ناجحة.
البرامج والفعاليات:
1 - محاضرات ثقافية وأدبية وإبداعية.
2 - أمسيات أدبية من شعر وسرد وغيرهما من الفنون الأخرى.
3 - لقاءات مفتوحة.
4 - ورش عمل ثقافية.
5 - دورات تدريبية.
6 - زيارات ثقافية.
7 - منافسات ومسابقات ثقافية.
8 - إصدارات أدبية وثقافية.
9 - تمثيل ثقافي وفني للشباب داخل المملكة وخارجها.
10 - تقديم أي تجربة ناجحة ومبدعة لم تخدم إعلامياً.
والعضوية: لجميع من لديه الرغبة من فئة الشباب وغيرها في الاستفادة من هذا المنتدى وبرامجه وفعاليته، سواء بالحضور أو بطلب العضوية والإسهام في تنظيم وتقديم الفعاليات..
الحصول على العضوية مجاناً، وذلك بالتسجيل في قائمة الأعضاء وتعبئة البيانات على أن يحضر العضو نصف الفعاليات خلال الموسم الواحد ليحق له تولي المسؤوليات والمهام الإدارية وتمثيل المنتدى لدى الجهات الأخرى داخلياً وخارجياً وتسحب العضوية عند الانقطاع دون إبداء الأسباب.
ومواعيد الفعاليات والمواسم:
تعقد الفعاليات غالباً مرة كل أسبوعين وقد تزيد وتنقص بحسب الظروف والمناسبات، ويعد كل فصل دراسي موسماً ثقافياً تتجدد فيه البرامج والخطط الثقافية ويمكن متابعة ما يتم طرحه من خلال قنوا ت التواصل.
وللتواصل:
اعتمد المنتدى أسلوب التواصل الحديث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تويتر والبريد الشبكي والرسائل القصيرة والواتساب وغيرها من الوسائل وكذلك أسلوب الاستقطاب وتكوين قاعدة بيانات من الأدباء الشباب.
فكانت انطلاقة منتدى الشباب الإبداعي:
مساء الأحد 7-4-1434هـ في النادي الأدبي بالرياض، محتفياً بالمواهب الأدبية من الشباب الجامعي والخريجين بالتعاون مع بعض القطاعات التعليمية ليكون المنتدى مظلة ثقافية تحتضن الشباب الأدباء والمبدعين في كل المجالات ولتقدم لهم منبراً ثقافياً ليقدموا من خلاله إبداعاتهم وآراءهم ورؤيتهم النقدية، كما يقدم المنتدى كل ما منه تعزيز مواهبهم من ندوات وأمسيات ومسابقات إبداعية ودورات تدريبية في كل ما يتصل بالأدب والتجارب الثقافية.
ومن خلال نشاط المنتدى الثقافي المشاهد والمسموع والمطبوع سيجد الشباب كامل الدعم والمساندة والتوجيه، كما سيشجع المنتدى الشباب على النشر عبر الصحف والمنتديات الأدبية والتواصل مع المبدعين من الرواد والاستفادة من تجاربهم الإبداعية.
ومن منجزات المنتدى خلال مواسمه الماضية:
أقام النادي خلال عام ونصف العام عدداً من الفعاليات والبرامج منها:
أمسيات شعرية وقصصية. وورش ودورات تدريبية وإبداعية ونقدية. اجتماعات لصياغة البرامج ودراسة المقترحات الواردة. وأكثر من منبر إبداعي مفتوح
وعدد من تجارب شبابية حول الإبداع والإعلام والقراءة والأعمال التطوعية. لقاءات مفتوحة ومع مسؤولي العمل الثقافي. ومسابقات في الإلقاء والشعر والثقافة. ورحلات وزيارات ثقافية داخل الرياض وخارجها.
ومشاركات في مناسبات وطنية وعالمية
تطلعات وآمال:
يتطلع المنتدى أن يحقق رسالته ويقدم ما يستحقه المبدع الشاب، وأن يجد له مكاناً في هذا الحراك الثقافي وأن يكون جزءاً من المشهد الثقافي في هذا الوطن المعطاء،
وأن نصل لكل مبدع في منطقة الرياض ليقدم لنا تجربته ونقدم له تجربتنا.
كما نتطلع أن يسهم القطاع الخاص بدوره في الاهتمام بأدب الشباب لنستطيع أن نطور برامجنا وندعم مبدعينا بما يستحقونه.
وتظل الأمنيات تسابق الطموحات ونظل نحن نراهن على شبابنا إبداعاً وتألقاً والقادم أجمل.
عبد الرحمن بن إبراهيم الجاسر - أمين منتدى الشباب الإبداعي بأدبي الرياض