موضي الزهراني
لا أحد ينكر الجهود الجبارة المستمرة طوال العام في الحرم المكي وخاصة من حيث النظافة والصيانة، وانتشار رجال الأمن في كل زاوية! ولا يمكن غض النظر عن الجهود الملموسة للجميع بعد التوسعة التي أنقذت الجموع الهائلة من المعتمرين والمُصلين من الازدحام، والتي لا تفارق الحرم طوال 24 ساعة! ومن البديهي أن مكة المكرمة تستقبل مئات الآلاف من مختلف الدول الإسلامية وخاصة في المواسم الدينية، مما يتطلب تكثيف الجهود الأمنية والرقابية والصحية والتوعوية لضبط هذه الأفواج الهائلة من مختلف الجنسيات، ولكن ما زالت المواقف السلوكية المرفوضة دينياً واجتماعياً مستمرة في داخل الحرم وخارجه، وبحاجة لجهود توعوية وضابطة، أعظم من الوقت الحالي وخاصة في المواقف السلوكية التالية:
ـ انتشار نوم المُصليات في الأماكن المخصصة لصلاة النساء، وعند إقامة الصلاة تقوم سريعاً للصلاة، بدون اهتمام بتجديد الوضوء! - دخول الأطفال مع الأمهات وحقائبهم مليئة بالوجبات الخفيفة التي تسيء لنظافة سجاد الصلاة، وعند إقامة الصلاة لا هدوء ولا خشوع بسبب صراخهم وبكائهم المستمر! - وجود الكثير من غير المعتمرين، الذين يزاحمون المعتمرين في صحن الطواف، مما يسيء للمعتمرين في التركيز وإنهاء دورهم في الطواف بخشوع!
ـ انتشار الفوضى في الساحات أمام بوابات الحرم، وخاصة في جهة أقسام النساء من حيث تمام الصفوف وكمالها! وعدم تعاونهن وقت الصلاة بالرغم من تنويه الإمام لذلك مع بداية كل صلاة! - لوحظ في الفترات غير الموسمية قلة عدد الموظفات عند بوابات الحرم العديدة والمسؤولات عن تفتيش حقائب السيدات، مع عدم الدقة في التفتيش للجميع، واستثناء بعض السيدات عن الأخريات بناء على الشكل أو الجنسية، هذه الثقة قد لا تكون في محلها في مكان مهم ومقدسّ مثل الحرم المكي! وقد يتم إدخال بعض الممنوعات من خلال حقائب النساء بالذات! - عدم تقبل الكثير من زوار الحرم لتوجيهات رجال الأمن وقت التنظيم للاستعداد للصلاة، من حيث تغيير مسارات الدخول والخروج أمام بوابات الحرم، مما يزيد من مواقف الجدل ما بينهم مع رجال الأمن ويسيء لأمن الحرم وقت أداء الصلاة! ـ قيام الكثير من زوار الحرم بإطعام «حمام الحرم» المنتشر بكثرة في ساحات الحرم وذلك من باب عمل الخير والصدقة، لكن للأسف لوحظ في الآونة الأخيرة رمي الحبوب وبقايا الخبز للحمام بالقرب من مكان التوسعة وتجمعها بشكل كبير لتناول طعامها، وسعادة الزوار بالتقاط الصور حينها، لكن للأسف الشديد هذا التجمع للحمام لا يصلح بالقرب من ساحات المصلين لوجود الكثير من بقايا الطعام الملقى على الأرض ويكون عرضة للدهس من المستعجلين! أيضاً انتشار المتسولات بكثرة وبالطوابير من بعد انتهاء كل فرض صلاة، وذلك من نهاية ساحات الحرم حتى وصولك إلى باب الفندق خاصة إذا كان قريب من الحرم، فإنهم يترصدون لحركاتك دخولاً وخروجاً، وهذا بلا شك يسيء لراحة المعتمرين وقت زيارتهم لمكة!