سلمان بن محمد العُمري
يؤكّد الباحثون في علم النفس أنّ للشكر قوّة هائلة في علاج المشاكل، وحل المستعصية منها. بعض الدراسات أكّدت أنّ الامتنان للآخرين وممارسة الشكر والإحساس الدائم بفضل الله تعالى يزيد من قدرة النظام المناعي للجسم.
الدكتور Robert Emmon وفريق البحث في جامعة كاليفورنيا وجد في نتيجة دراسة الفوائد الصحية للشكر أنه يؤدي إلى السعادة وإلى استقرار الحالة العاطفية وإلى صحة نفسية وجسدية أفضل، فالطلاب الذين يمارسون الشكر وفق تجاربه عليهم كانوا أكثر تفاؤلاً وأكثر تمتّعاً بالحياة ومناعتهم أفضل ضد الأمراض، وحتى إن مستوى النوم لديهم أفضل.
والشكر من الخصال الحميدة التي تهذّب الإنسان، وخلق كريم، وميزة لا يتحلى بها إلا من أنعم الله عليه بجليل الأخلاق ومكارمها، واستطاع أن يمتلك زمام نفسه فأبعدها عن السوء وأوصلها إلى بحار الخير.
والإسلام دين الأخلاق ربى أبناءه على الخلق السليم، ولذلك لا عجب إن رأينا أن الإسلام قد أولى الشكر اهتماماً خاصاً ورعاية خاصة ومكانة مميزة.
إن الشكر وهو عبارة عن اعتراف بالجميل واعتراف بالعمل الصالح والحسن الذي قام به إنسان ما، لا بل يتعدى الأمر ذلك للوصول لشكر رب العباد عز وجل، يقول تعالى: (لئن شكرتم لأزيدنّكم)، والزيادة التي تأتي من الله تعالى هي نعم الزيادة، والسبيل إليها هو الشكر النابع من القلب والمرتبط بالإيمان بأوثق العرى والروابط، فما أروع الشكر وقد أراد الله تعالى عباده أن يقوموا به لوجهه الكريم.
أن المعروف والفعل الجميل كثير بين البشر، وقد يكون رده بسيطاً وهذا فضل من الله، فبإمكانك القيام بالشكر، والتعبير عن الشكر له وسائل عديدة لابد وأنك تستطيع التعبير بواحدة منها سواء بالفعل أو بالقول أو حتى بالابتسامة أو حتى بالسلوك، وهذا هو الأمر المطلوب المرغوب، لأنه هو الذي ينشر الحب بين البشر ويزيد التآلف والترابط ويوثق الصلات ويبعث على التعاون على البر والتقوى.
إن الإنسان السّوي عليه أن يتحلى بصفات عدة هي: شكر المعروف، والعفو عند المقدرة، والحلم، وضبط النفس عند الغضب، وشكر المعروف على رأس تلك القائمة الطيبة المباركة، ولكن للأسف أكثر الناس لا يعيرون هذا اهتماماً أو أنهم لا يستطيعون القيام به لسبب ما وغالباً عن كبر وغطرسة وتفكيرات مغلوطة قد تكون بأسباب أمراض نفسية داخلية معقدة!