حظيت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بأعلى ميزانية لها منذ تأسيسها.. فقد بلغ إجمالي ميزانية الهيئة (1.110.000) ملياراً ومائة وعشرة آلاف ريال، بنسبة نمو عن العام الماضي بلغت (79 %)، موزعة على النحو التالي: الميزانية التشغيلية (373) مليون ريال، بنسبة نمو عن العام الماضي (13 %)، ميزانية قطاع السياحة (216) مليون ريال، بنسبة نمو عن العام الماضي (52 %)، ميزانية قطاع التراث الحضاري (506) ملايين ريال، بنسبة نمو عن العام الماضي (246 %).
وتدعم هذه الميزانية عدداً من المشروعات التي تعتزم الهيئة تنفيذها، وخاصة مشروعات برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، ومشروعات الوجهات السياحية والتراثية والمتاحف وغيرها.
الميزانية الأضخم منذ تأسيس الهيئة
وتعد ميزانية الهيئة لهذا العام هي الأضخم منذ تأسيس الهيئة، إيماناً من الدولة بأهمية قطاعي السياحة والتراث الوطني كأحد العناصر الأساسية والمهمة لبرنامج التحول الوطني (2020) ورؤية المملكة (2030) في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير فرص العمل، وتنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد وطني متين للأجيال الحالية والقادمة، حيث تبني برنامج التحول الوطني عدداً من برامج ومشروعات ومبادرات الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، التي تمثل مشروعات جاهزة للتنفيذ عملت الهيئة على بلورتها خلال العقد الماضي بهدف الارتقاء بقطاع السياحة والتراث الوطني تحقيقاً للغرض الذي تأسست الهيئة من أجله لإنشاء صناعة تنموية متكاملة للسياحة والتراث باعتبارهما رافدين مهمين للاقتصاد الوطني ومورداً غنياً لفرص العمل للمواطنين.
وقد بدأت الهيئة فعليا في تنفيذ هذه المبادرات والمشروعات من خلال تنفيذ (98) مشروعاً في العام 2017م.
حيث بدأ التعاقد لتنفيذ خمسة مشروعات تختص ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري تشمل: صميم العروض المتحفية لسبعة متاحف، تنفيذ متحف القصيم الإقليمي، تنفيذ متحف بمحافظة، الأحساء، المرحلة من توسعة وتطوير المتحف الوطني، تأثيث متاحف (الجوف، نجران، تبوك).
وبهدف ضمان تحقيق أهداف برنامج التحول الوطني (2020) ورؤية المملكة (2030)، تم تخصيص مبلغ (14) مليون ريال لإنشاء وتشغيل مكتب تحقيق الرؤية بالهيئة والذي من شأنه متابعة تنفيذ مبادرات الهيئة في البرنامج وأية برامج تنفيذية أخرى أو أولويات وطنية تخدم تحقيق رؤية (2030).
مشروعات الميزانية
وقد اعتمدت الدولة في ميزانية الهيئة لهذا العام المبادرات والمشروعات التالية:
أولاً: قطاع التراث الحضاري.. برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري:
يعد برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة الذي قدمته الهيئة منذ ثلاثة أعوام وجرى اعتماده حينها من الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يرحمه الله-، وأعيد إقراره والتأكيد عليه وتوسيع مجالاته من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مطلع العام الماضي 1437هـ، يعد أهم وأبرز مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني.
ويهدف البرنامج إلى تحقيق الحماية والمعرفة والوعي والاهتمام والتأهيل والتنمية بمكونات التراث الثقافي الوطني وجعله جزءاً من حياة وذاكرة المواطن والتأكيد على الاعتزاز به وتفعيله ضمن الثقافة اليومية للمجتمع السعودي وربط المواطن بوطنه عبر جعل التاريخ والتراث عنصراً معاشاً وتعزيز الانتماء لدى الناشئة.
وتم إدراج البرنامج كمبادرة في برنامج التحول الوطني 2020م وتقسيم العمل على مرحلتين، تشمل المرحلة الأولى حتى عام 2020م: تأهيل وتشغيل (17) مركزاً للحرف اليدوية، وتأهيل (18) قرية تراثية، وإنشاء وتأهيل وتشغيل (18) متحفاً إقليمياً، وتأهيل (80) موقعاً أثرياً وجعلها متاحة للزيارة، وتسجيل (6) مواقع في قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو ليصبح مجموعها (10) مواقع مسجلة، كما يخطط أن ينبثق عن البرنامج في المرحلة الأولى (3) شركات، وهي (الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية، والشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية، وشركة ترميم المباني التراثية). وقد اعتمدت الدولة مبلغاً إجمالياً للمرحلة الأولى من البرنامج بمبلغ مليار و951 ألف ريال، وخصص في ميزانية هذا العام (2017) مبلغ 335 مليون ريال. كما خصص في ميزانية هذا العام مبلغ 5.1 ملايين ريال للشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية (المنبثقة من البرنامج)، من إجمالي التكاليف المعتمدة للشركة وقدرها 87 مليون ريال. وتتولى الشركة دعم وتطوير جودة منتجات الحرف والصناعات اليدوية بمناطق المملكة، والقيام بجميع الأعمال والأنشطة الأساسية المتعلقة بهذا القطاع.
تطوير قرى التراث العمراني والمدن التاريخية
ستعمل الهيئة من خلال هذا المسار على حماية وتأهيل وتنمية مواقع التراث الوطني، وتشجيع القطاع الخاص بالاستثمار فيها وتشغيلها، وتستهدف الهيئة (28) موقعاً من مواقع التراث العمراني بحلول عام 2020م منها 10 مواقع في العام الحالي 2017م، ومن هذه المشروعات: توثيق مباني التراث المعماري لمواقع (عودة سدير، وسط بدر، أشيقر، الكلادا، قرية الروان)، وإعداد الدراسات التأهيلية والتطويرية لكل من (قرية رجال المع التراثية - قرية ذي عين التراثية - حي الدرع التراثي بوسط دومة الجندل- وجزيرة فرسان التراثية).. أيضاً العمل على دراسة تطوير وتأهيل وسط مدينة العيون التاريخية، وتنفيذ وتطوير المرحلة الأولى من المباني الخدمية بقرية ذي عين التراثية، وترميم عدد من المباني التراثية ببلدة العلا التراثية (المرحلة الثانية)، وتنفيذ المرحلة الأولى من الترميم والتوظيف للمباني التراثية بوسط جدة التاريخي، والعمل على إعداد دراسة تصميم فندق تراثي ببلدة العلا التراثية، كما يتم العمل على تحسين ومعالجة واجهات المباني العشوائية والمشوهة بصرياً بقرية رجال ألمع التراثية (المرحلة الأولى)، والقيام بالترميم الانقاذي العاجل لعدد من المباني التاريخية والتراثية ضمن واحة الأحساء (المرحلة الأولى)، والقيام بدراسة تأهيل وتطوير المباني التراثية المسلمة للهيئة من المواطنين (المرحلة الأولى)، وإعداد دراسة تنمية التراث العمراني في الموانئ التاريخية على البحر الأحمر (المرحلة الأولى)، وإعداد الدراسات التأهيلية للمراكز التاريخية في كل من (أشيقر، شقرا، الخبر، الطائف، أبها، نجران).
تأهيل وتشغيل المواقع الأثرية القابلة للزيارة
يتمثل الهدف الرئيس من هذا المسار حماية وتأهيل المواقع الأثرية، من خلال (155) موقعاً بحلول عام 2020م. أما المستهدف في عام 2017م فيبلغ (95) موقعاً من المواقع الأثرية القابلة للزيارة، حيث سيتم تسوير هذه المواقع وتركيب اللوحات التعريفية والتوعوية للمواقع الأثرية، والقيام بإعداد دراسات وتصاميم ووثائق طرح تأهيل المواقع الأثرية.
تطوير مراكز الإبداع الحرفي
تستهدف الهيئة (17) موقعاً من مواقع التراث العمراني بحلول عام 2020م. أما المستهدف في عام 2017م فيبلغ (8) مراكز من مراكز الإبداع الحرفي في كل من: حي الطريف بالدرعية، ومدينة بريدة، والهفوف، والعلا وبيت بابطين التراثي بمحافظة ينبع، ومركز الزوار بقرية رجال المع التراثية، وسوق المسوكف الشعبي بمحافظة عنيزة، وقصر الإمارة التاريخي بمدينة نجران، ومحلات الحرف بمحطة سكة حديد الحجاز بالمدينة المنورة، وتأسيس وتشغيل مركز الإبداع الحرفي في جزر فرسان.
تأسيس شركات التراث العمراني
تعمل الهيئة على إعداد دراسة جدوى اقتصادية لتأسيس الشركة السعودية لتشغيل المواقع التراثية، كذلك القيام بإعداد دراسة جدوى اقتصادية لتأسيس شركة ترميم المباني التراثية.
برامج التوعية والتعريف بالتراث
وتشمل إنتاج سلسلة من الأفلام الوثائقية عن التراث الحضاري الوطني للمملكة، وإصدار مطبوعات التراث الحضاري للمملكة، وإنتاج برنامج تلفزيوني متخصص يبث من المساجد التاريخية، وإنتاج البرنامج التلفزيوني (قصة مكان).
الشركة السعودية للحرف والصناعات اليدوية، ستعمل الهيئة على استحداث شركة وطنية للحرف والصناعات اليدوية لدعم الحرفيين (80 % منهم نساء) عن طريق تطوير علامة تجارية راقية للحرف والصناعات اليدوية ذات منتوجات عالية الجودة، حيث ترقى بتراث الحرف والصناعات اليدوية التقليدية في المملكة وتطوير مراكز لبيع هذه المنتجات عبر مجموعة من شركاء القطاع الخاص والمتاجر، إلى غير ذلك.
ثانياً: قطاع السياحة
تنفذ الهيئة في هذا المسار عدداً من البرامج والمشروعات المرتبطة بها وهي: برنامج عيش السعودية: وقد تم دعمه في الميزانية بمبلغ 14.5مليون ريال هذا العام.
وحظي برنامج (عيش السعودية) الذي بدأت الهيئة في تنفيذه العام الماضي بالشراكة مع وزارة التعليم وعدد من الجهات الحكومية والشركات الوطنية، حظي بدعم من برنامج التحول الوطني لدوره الهام في تعزيز المواطنة لدى النشء والطلاب وربطهم بتاريخ بلادهم وحضاراتها ومنجزاتها من خلال زيارات طلاب المدارس للمواقع السياحية والتراثية والحضارية في مناطق المملكة. وستقوم الهيئة خلال هذا العام بتنفيذ رحلات برنامج عيش السعودية لعدد 25 ألف طالب وطالبة، والعمل على إعداد إستراتيجية لتطوير برامج وفعاليات برنامج عيش السعودية.
تطوير مدينة عكاظ بالطائف
كما تم تخصيص مبلغ 8.5 ملايين ريال من ميزانية هذا العام لمبادرة تطوير مدينة عكاظ بالطائف (ضمن مشروعات البرنامج) من إجمالي التكاليف المعتمدة للمشروع والبالغة (233) مليون ريال، حيث سيتم خلال العام الحالي العمل على إدارة وتنفيذ مبادرة تطوير مدينة عكاظ، وإعداد المخطط التفصيلي للمدينة، وتحديث الخطة الاقتصادية لمدينة عكاظ.
تطوير مراكز الأعمال السياحية الشاملة
وقد تم تخصيص مبلغ 4.2 ملايين ريال لتطوير مراكز الأعمال التي تقدم الخدمات السياحية المختلفة للمواطنين.
مبادرة «المملكة وجهة المسلمين» من مبادرات الهيئة المهمة
وقد بلغ المخصص للمبادرة هذا العام 2.6 مليون ريال من إجمالي التكاليف المعتمدة للمبادرة البالغ 25 مليون ريال.
وكان سمو رئيس الهيئة قد أعلن هذا العام مبادرة (المملكة وجهة المسلمين) بهدف تعزيز تجربة المعتمرين والزوار خلال زيارتهم للمملكة التي تتشرف بخدمتها للحرمين الشريفين وتزخر بمواقع التاريخ الإسلامي لتكون الوجهة الأولى التي تستقطب المسلمين للاستشفاء والاستجمام وحضور المعارض والمؤتمرات؛ إضافة إلى هدفهم الرئيس من زيارة المملكة من تأدية الشعائر، ويُرسخ حضور المملكة في قلب كل مسلم، وبشكل يُسهم في تعزيز انتماء الزائر لبلاد الحرمين الشريفين، وتقديره للمملكة ومنجزاتها.
تطوير العلا: وخصص لهذه المبادرة في ميزانية هذا العام (2017): 36 مليون ريال من إجمالي التكاليف المعتمدة للمبادرة والبالغة 340 مليون ريال. وتغطي ميزانية هذا العام عدداً من المشروعات السياحية والتراثية التي ستنفذها الهيئة في هذه الوجهة السياحية والتاريخية المهمة، وستعمل الهيئة هذا العام على إعداد مخطط تطوير العلا، وتنفيذ خدمات استشارية لإعداد دراسة جدوى اقتصادية لعدد من المشروعات السياحية، وإعداد الدراسات والتصاميم والمواصفات وكراسات الطرح لعدد من المشروعات السياحية في العلا.
تطوير جزر فرسان: وخصص لمشروعات تطوير فرسان في ميزانية هذا العام (2017): 18مليون ريال من إجمالي التكاليف المعتمدة للمبادرة والبالغة 105 ملايين ريال.
وكانت الهيئة قد أعدت بالتعاون مع مجلس التنمية السياحية في جازان خطة لتطوير جزيرة فرسان، تتضمن 26 مشروعاً سياحياً 19 منها مع القطاع الحكومي وسبعة مع القطاع الخاص. وستقوم الهيئة هذا العام بإعداد مخطط تطوير جزر فرسان، أيضاً تنفيذ خدمات استشارية لإعداد دراسة جدوى اقتصادية لعدد من المشروعات السياحية في جزر فرسان.
تطوير شاطئ الرأس الأبيض في الرايس بمنطقة المدينة المنورة
يبلغ المخصص في ميزانية هذا العام (2017) لهذه المبادرة: 4.2 ملايين ريال من إجمالي التكاليف المعتمدة للمبادرة والبالغة 92 مليون ريال. وتقوم الهيئة بالتعاون مع الشركاء الرئيسيين في المناطق بتنفيذ هذا المبادرة من خلال منهجية تطوير تم إعدادها كنتاج للتجارب العالمية السابقة، من خلال سلسلة من المشروعات تشمل عدد من المواقع القابلة للتطوير السياحي؛ إما كوجهات أو منتجعات سياحية متعددة الاستخدامات، أو كمواقع لمشروعات استثمارية سياحية.
ويهدف برنامج تطوير الوجهات السياحية إلى دعم جهود تنمية الوجهات والمواقع السياحية وتطويرها والمحافظة عليها وحمايتها، وتنسيق الجهود بين الجهات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص لتطوير الوجهات والمواقع السياحية.
تطوير المراكز الأعمال السياحية الشاملة
تم تخصيص 4.250 ملايين ريال لزيادة وتطوير مرافق الضيافة والخدمات السياحية، من خلال (77.74) ألف منشأة سياحية من مرافق الضيافة والخدمات السياحية بحلول عام 2020م. أما فيما يخص المستهدف في عام 2017م فبلغ (56.949) منشأة من المنشآت السياحية وزيادة عدد الغرف والشقق الفندقية بواقع (621) ألف غرفة بحلول 2020م، أما ما يخص المستهدف في عام 2017م (509) ألف غرفة.
* * *
سلطان بن سلمان: الهيئة تمر هذا العام بمرحلة استثنائية
وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني قد أكد في كلمته في اللقاء السنوي للهيئة على أن الهيئة تمر هذا العام بمرحلة استثنائية هي مرحلة تحقيق المبادرات والمشروعات، مدعومة من الدولة بأعلى ميزانية تحصل عليها منذ تأسيسها، وذلك بعد أن أكملت الهيئة البناء المؤسسي والتنظيمي للقطاع.
وأضاف: كان من أول ما وجه به سيدي خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- هو إيجاد تحول في القطاعات الحكومية وتمحيصها حتى يكون التركيز على القطاعات المنتجة والموفرة لفرص العمل، ولذا حظيت الهيئة بالاهتمام من برنامج التحول الوطني الذي تبنى مبادرات ومشروعات الهيئة بعد أن وجدها مستعدة وبرامجها جاهزة للتنفيذ، ووجد أن جميع المبادرات والأنظمة التي يبنى عليها قطاع السياحة الوطنية جاهزة للانطلاق به نحو صناعة اقتصادية متطورة، إضافة إلى قناعة الدولة بكون قطاع السياحة والتراث الوطني هو أحد الدعائم المهمة للاقتصاد الوطني، وأحد الروافد الأساسية للنفط.
وأضاف: اليوم الدولة تؤمن بقطاع السياحة الوطنية، وقطاع التراث الحضاري كأحد أهم وأبرز روافد الاقتصاد الوطني وموفر رئيس لفرص العمل الحقيقية وليست المؤقتة أو الطارئة، والأهم من ذلك إنها فرص عمل يقبل عليها المواطن ويرحب بها، وهذا مهم جداً بأن يكون المواطن مرحباً ويرغب العمل في تلك القطاعات، وقد اطلعنا الأسبوع الماضي على إحصائية تشير إلى أن 98 % من خرجي كليات التميز السياحي التحقوا بوظائف في القطاع وهذه شهادة جديدة على نجاح السياحة وتميزها في مجال التوظيف وفرص العمل».