الأحساء - عايدة بنت صالح:
وصف عضو جمعية الاقتصاد الدكتور عبد الحميد العمري تجربة الإعلام الإلكتروني في المملكة بالناشئة وأنها مازالت تعيش مرحلة الطفولة وهي أكثر عرضة للأخطاء ونشر الشائعات وقلة المصداقية مقارنة بالإعلام التقليدي وهو أمر دائما ما يحدث في البدايات. كان ذلك على هامش ملتقى الإعلام الإلكتروني الثاني بعنوان «التحديات والتطلعات» الذي رعاه صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود محافظ الأحساء مؤخراً في مقر نادي الأحساء الأدبي واستمرت جلساته على مدى يومين.
وقال العمري في تصريح خاص لـ«الجزيرة» أن من أهم أسباب قلة المصداقية في الإعلام الجديد خاصة الصحف الإلكترونية هي سرعة إنشائها، حيث يستطيع أي شخص خلال يومين استخراج تصريح لصحيفة عبر البريد الإلكتروني وتنصيب نفسه رئيسا لتحرير وعمل موقع لصحيفته، بعكس الإجراءات والشروط والمراحل الطويلة التي تمر فيها إنشاء صحيفة ورقية، وأضاف: من حسن الحظ شاهدت خلال حفل الافتتاح عرضاً موجزاً عن ما تم تناوله في الملتقى الإعلام الإلكتروني الأول والنقلة الكبيرة التي تمت خلال فترة عامين ما بين الملتقى الأول والثاني رغم أنه يحمل ويتناول نفس الفكرة الرئيسة، وهذا يدل على سرعة النمو والتطور الحاصل في الإعلام الجديد في ظل تسارع الأحداث في الفترة الماضية وتصدر عدد من المواضيع للمشهد والتي يهتم بها مجتمع يضم أكبر شريحة به من فئة الشباب، بدءاً من أزمة البطالة إلى السكن إلى الرواتب إلى غلاء المعيشة وغيرها.
وأشار أنه تناول في ورقة العمل التي قدمها في الملتقى ثلاثة محاور تفسر التحول السريع الحاصل في إعلامنا الإلكتروني، الأول ثورة البيانات والمعلومات، ثانيا الفضاء الإعلامي ويشمل الفضاء التقليدي والإلكتروني، والذي يعتقد في وقتنا الراهن أنه الأقوى بسب وجود الإعلام الجديد من صحف إلكترونية ومواقع وبرامج تواصل اجتماعي من تويتر وحتى الواتس آب، فهي من أقوى المحركات الرئيسة للخبر وبديلاً أسرع من الإعلام التقليدي.
المحور الثالث المشاكل والظواهر والفرص في المجتمع والتي أصبحت تتفاعل بشكل متسارع مع الإعلام الجديد.
واستطرد العمري بقوله: لو قسنا المسافة بين الملتقى الأول قبل عامين إلى يومنا لوجدنا السرعة الكبيرة في التغير والتطور، ومقارنة بما قدم الإعلام التقليدي والإعلام الجديد بما يشمله من منصات متعددة لوجدنا أنه سبقه بمراحل، كما سنعلم أن المزامنة الفعلية لهذه المنصات الحديثة للأحداث الحاصلة وسرعة توجدها ونقلها للأخبار والأحداث هي من رجحت كفتها على الإعلام التقليدي الذي يتأخر عن مواكبة الحدث في التو واللحظة.
وبين أن الإعلام التقليدي أصبح يبحث عن منصات له في الإعلام الجديد، وأصبحت مواقع الصحف التقليدية لا تلتزم بالنشر كما كان في السابق مع الورقي، بل أصبحت تنشر الأخبار سريعا وعبر مختلف منصاتها لتواكب سرعة نقل الخبر في عصر بسط فيه الإعلام الجديد نفوذه.
وقال: هناك شخصيات لها تأثيرها في بعض المواقع وعلى سبيل المثال «تويتر» فنجد أحدهم لديه متابعون ومن يتلقون منه الأخبار التي يبثها عبر حسابه بالملايين يفوق متابعين العديد من الصحف وهذا أمر لا يختلف عليه اثنان.
وأضاف أن تحدي التميز وإثبات الوجود والمصداقية في الإعلام الجديد أصعب منه في الإعلام التقليدي، وإن هذه الفوضوية سنتخطاها سريعا، وسيفرز وعي المجتمع ما هو الرديء منها وما هو جيد ومن يملك المصداقية، وسيبقى في السنوات القليلة القادمة عدد من الصحف والمواقع من أثبتت مصداقيتها وتميزها لدى المتلقي، وستعي الصحف أن استمراريتها مقرونة بذلك، وستختفي تلك التي هرولت خلف الإثارة المصطنعة والأخبار الغريبة.