د. ناهد باشطح
فاصلة:
((نحن لا نكسب شيئًا إذا تركنا الآخرين يروننا كما نحن، مثلما لا نكسب شيئًا إذا حاولنا الظهور على غير ما نحن))
-حكمة صينية-
ليس من السهل تكوين علاقات ناجحة لكن أيضًا ليس من المستحيل فعل ذلك، فالحياة تستند على علاقة الإنسان بذاته وعلاقاته مع الناس حوله ليستطيع المشي على الطرق مستندًا إلى رفيق.
ولأننا غالبًا لا نعرف أنفسنا وليس لدينا الوقت لنعرفها فإننا نتورط في علاقات ربما تزعجنا وتشل حركة قلوبنا المفعمة بالحب.
هناك قاعدة تحدث عنها «ريتشارد تمبلر» في كتابه «قواعد الحب» في الجزئية المتعلقة بقواعد الصداقة، إِذ يؤكد بانك لكي تجد صديقًا جيدًا عليك أن تكون صديقًا جيدًا.
هذه القاعدة في رأيي مهمة ليست فقط في تأسيس علاقة الصداقة فقط، بل إن جميع علاقاتنا الحياتية والعملية تستند على هذه القيمة الأخلاقية التي تجعل الإنسان يتحمل مسؤولية كل علاقاته وقبل أن يقيّم الآخر يقيم نفسه ماذا أعطى!!
مشكلتنا نعطي لكننا نعطي ليس ما يحتاجه الآخر بل ما نريد نحن أن نعطيه، وحينما تخرج العلاقة من حيز الراحة والمتعة إلى حيز الخلافات لا يسأل أي من الطرفين عن مسؤوليته في إنجاح العلاقة أو فشلها.
نحن غريبون لأننا لا نتكاشف منذ بداية علاقتنا مع الآخر ما الذي يريحنا ويريحه.. ماذ نحتاج وهو ماذا يحتاج، وربما لا يسمح طرف لآخر بالتعرف على صفاته عن قرب لأسباب عدة فتنشأ العلاقة مزيفة وتنتقل من مرحلة إلى أخرى دون وعي.
نجاح العلاقات في الحياة أو العمل يتوقف على وضوح أهدافنا من العلاقة ومحاولة رسم الإطار المريح للطرفين، لكننا لم نتعلم هذا الفن ولذلك تتشعب علاقاتنا وحين نحتاج إلى كتف صديق نبكي عليه أو اذن عاطفية تحتضننا، نتذكر الأسماء ثم لا نجد أحدًا.