محمد العرب
يمكن القول ببساطة إن عاصفة الحزم وإعادة الأمل عمليات عسكرية نوعية وشرعية بلا إعلام يليق بها، نعم بكل وضوح الإعلام خذل التحالف العربي ولم يكن بحجم المسؤولية، نعم بكل صراحة الإعلام يتقازم يوما بعد يوم بينما التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية يتعملق يوميا كمارد أسطوري للإطاحة بالأحلام الإيرانية وتحويلها إلى هباء منثور ورسم ملامح جديدة للمنطقة والعالم، لا أفهم كيف يفكر إعلامنا؟ كيف يمكن لفضائيات وصحف ومواقع الكترونية خليجية أن تنقل أخبار العمليات العسكرية للتحالف العربي عن طريق الحقائب الإخبارية المعلبة للوكالات العالمية والمعركة بين جنبات جغرافيتنا وثنايا أرواحنا، نسبة ما يوثق من انتصارات التحالف العربي لا يتجاوز 20 %، نعم هذه النسبة المخجلة تمثل واقع الحال، تعالوا أسئلكم بشكل مباشر وعلى رؤوس الأشهاد، هل وثقنا كم يجب جهود حرس الحدود في التعامل مع الآلاف والآلاف من المتسللين اليمنيين؟ هل أجاب إعلامنا عن تساؤل مهم مفاده كيف يهرب اليمنيون ولماذا الآن تتزايد أعدادهم ؟ هل وثق إعلامنا حقيقة أنه لم تسجل على جنودنا حالة إصابة لمتسلل طوال سنتين رغم أن الحدود في حالة حرب والتسلل غالبا يكون ليلا؟ هل عالج إعلامنا هذه الظاهر وأخضعها للتحليل وأعطى حرس الحدود حقهم التاريخي لأنهم يقومون بالعلاج وتوفير الغذاء وإعادة المتسللين إلى المناطق التي تخضع للشرعية وهذا يثقل كاهلهم بمهمات جديدة وجسيمة تضاف إلى المهام القتالية والأمنية والتنموية؟ هل عالج إعلامنا ظاهرة الاتجار بالبشر التي تحترفها المليشيات الانقلابية؟ هل عالج إعلامنا ظاهرة تجنيد الأطفال؟ هل عالج إعلامنا عودة الإقطاعية والدكتاتورية الاقتصادية إلى المناطق التي يسيطر عليها الانقلابيون؟ هل رصد إعلامنا الممارسات الحوثية الانقلابية ضد شعب اليمن بشكل يوازي حجم ووحشية تلك الممارسات؟ هل واكب إعلامنا انتصارات المخأ كما ينبغي؟ هل شرح إعلامنا لجمهوره والجمهور المغيب داخل اليمن عن أهمية السيطرة على ميناء ميدي؟ هل أخبرنا العالم كيف سيطرنا على مديرية حرض؟ هل أثبتنا للعالم بشكل عقلاني وجود خبراء إيرانيون مع المليشيات الانقلابية؟ هل يرصد إعلامنا التطورات اليومية على كل الجبهات بنفس الأهمية والكيفية ؟ هل سجل إعلامنا تواجدا منصفا للجهود الإغاثية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية في المناطق المحررة أو حتى المحاصرة؟ هل دون إعلامنا بطوات يومية لجنودنا؟ إما أننا ننتظر أن يصور أحدهم مقطعا بالصدفة لمقاتل بطل لنتناقله ونحتفي به كما حدث مع جبران العواجي مثلا؟ يا ترى كم عواجي يوجد على الحد الجنوبي؟ كم عمل بطولي تخاذلت كاميراتنا عن نقله؟ ترى لماذا يتقازم إعلامنا أمام الشجاعة الأسطورية لجنودنا ؟ قد يقول قائل متى تنتهي أسئلتك التي تجلد الذات أكثر من وضع الحلول؟ ولكن إن كنت تملك الحلول فمن يمكنه أن يعتمدها وتحويلها إلى واقع ؟ أيها الأحبة الإعلام الحربي مثل كرة القدم التي تحسم النتيجة فيها بالأهداف المسجلة وليست بالفرص الضائعة، لن يفوز الفريق الذي يصد حارسه عشرات الكرات الخطرة بل يفوز الفريق الذي يسجل هدفا حتى ولو كان تحت مسمى النيران الصديقة، لن يتطور إعلامنا الحربي إذا كنا مجرد رد فعل ينتظر الفعل من الأعداء، مالم نكن نحن الفعل فلن يكون لرد الفعل نفس التأثير أبدا، على سبيل المثال لا الحصر الناس تردد دوما صدام حسين قصف إسرائيل ورغم أن الصواريخ لم تسجل ضررا كبيرا وسقط أغلبها في البحر ورغم أن رد الفعل كان قاسيا ومدمرا على العراق إلا أن الناس لحد الآن تحتفي بالقصف لأنه ببساطة يقع في دائرة الفعل، هذا هو الإعلام وقت الأزمات والحروب والكوارث الطبيعية، إما أن تكون أنت الفعل أو تمتع بمتابعة المباراة من مقعد البدلاء لأنك ارتضيت لنفسك أن تكون مجرد رد فعل، اسمحوا لي هذا الواقع وإعلامنا عليه أن يختار بين الفعل ورد الفعل...
لمحة
مراسل تلفزيون صنعاء الإعلامي اليمني أسامة فراج تعرض لقذيفة هاون أثناء تغطيته لانتصارات التحالف في مديرية ميدي الساحلية وهو نموذج مشرف للمراسل الحربي العربي وأتمنى أن يتم دعمه بمنحه فرصة أكبر ليكون في دائرة الفعل وليس رد الفعل.