حال تعسرت الحلول ووصل الزوجان إلى نقطة اللا عودة فعندها يشرع الطلاق كحل أخير وأنسب لعشرة استحالت، وأرواح أبت أن تلتقي وقلوب لم تتآلف. فالشقاء لم يكتب على البشر، وفي كتاب الحياة صفحات بيضاء لم تقرأ بعد؛ لعلها تدرك بعد الطلاق، وسيغني الله كلاً من سعته وتلك بعض التلميحات التي تخص الصغار، التي أراها تشكل البنية المتينة لطلاق متحضر:
1- التفاهم على أوضاع الصغار من حيث الإقامة الدائمة ودراستهم ووقت الزيارات ومكان قضاء الإجازات وكذلك نفقتهم، وهذا من شأنه حفظ اتزان الصغار ومحاولة الوصول لصيغة توافقية لتلك التفاصيل ما أمكن دون اللجوء إلى المحاكم.
2- من كمال العقل ونزاهة الضمير أن يذكر كل طرف شريكه بخير أمام الصغار، والتأكيد على أن الانفصال إنما يعود لعدم الاتفاق والتفاهم ولا يعود إلى ظلم طرف أو تجنيه، والتأكيد على معنى الاحترام والثقة الذي يكنّه كل منهما للآخر؛ واحترامه له وثقته التامة في حسن رعايته للصغار.
3- أن يرسخ في وعي الصغار أن حدوث الطلاق لا يعني حرمانهم من أحد أبويهم، وكل ما هنالك أن نظام الحياة سيشهد تغيرًا، وما زال بإمكان الطفل أن يرى والده أو والدته في أي وقت شاء.
4- تعليم الطفل الطريقة المثلى للرد على أي شخص يستفسر عن سبب الطلاق الموضوع بأن هذا قضاء الله وقدره، وحتى لا يشكل لديه هذا الموضوع نقطة ضعف أو موضوعًا يخجل دائمًا في تذكره فتقل بذلك ثقته في نفسه..