فيصل خالد الخديدي
بصوته الجبلي وعباراته الحادة الجادة المشبعة بالغيرة والحب للفن ولمنطقته ولأبناء وطنه يطلق عباراته بين فترة وأخرى كلما استشعر انحرافاً في مسار الفن تجاه الإسفاف أو الإقلال من قيمة الفن وجديته، ثائر بحرفه وروحه على كل تجاوز يراه في سماء الفن فتسقط حروفه رماحاً جارحة على كل مدّعٍ أو متجاوز يصادفه...
علي ناجع اسم ارتبط بالفن وصوت النقد المرتفع والعبارات الصادقة حتى لو على أقرب الناس منه, فعباراته وإن رآها البعض جارحة ومزعجة لهم ففيها كثير من الصواب والحرص والحب والغيرة على الساحة والفنانين وحقوقهم، ولعل آخر قضية تناولها بمرارة وحدته المعروفة كانت بمثابة التحدي له في قول رأيه بتجرُّد ولو كان أطراف الموقف أكثر الناس قرباً له ومن أسرته، غيرته وحبه لجازان ولفنانيها جعله يثور في وجه الممارسات الخاطئة بحق الفنان واستغلاله باسم التسويق لمهرجان أو العمل التطوعي الذي لا يحفظ حقوق الفنان ولا يقدره ولو بشهادة مشاركة على أقل تقدير، رافضاً استغلال أي مناسبة أو مهرجان أو تزيين للمنطقة يمتهن الفنان ويجعل منه دهاناً أو مطلساً (كما أطلق عليها الناجع) في الشوارع دون احترام ولا تقدير لا للفن ولا للفنانين.. وغضبة الناجع لم تتوقف عند هذا الحد بل طالت المسوق الأجنبي الذي حاول استغلال اندفاع الشباب وحماسهم لمنطقتهم دونما أي حفظ لحقوقهم، وطالب المسئولين بتأمين أبسط مطالب الفنانين بحفظ حقوق الفنانين وتأمين أبسط مطالب الدعم التشكيلي لهم بتأمين قاعات عرض وتقديم الدعم المستحق لهم.
إن مثل صوت علي ناجع وإن كان حاداً ومزعجاً للبعض إلا أنه صوت حقيقي وصادق يرتفع بحرص ويقرع الجرس لأي انحراف في المسار ويحاول تصحيح ما يمكن تصحيحه بالساحة التشكيلية وهو عادة يطالب بوعي وطرح ثقافي عميق تحتاجه الساحة المحلية هو وأمثاله في كل المناطق ليصل صوت التشكيليين خارج نطاقهم ويعدل المسار داخل كيانهم متى ما مُنح الثقة التي يستحق في مقابل أن يتحمَّل هو وكل صوت حر في الوسط التشكيلي أمانة الكلمة والحيادية ومسئولية النقد البناء المتزن الذي يضيف ولا يهدم لكي تتزن أقطاب الممارسة التشكيلية ويسير المركب بأمان.