«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني / تصوير - عبدالله مسعود:
قام رئيس التحرير برفقة عدد من قيادات العمل التحريري في «الجزيرة» بزيارة معرض اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «نبراس» وتجول الوفد داخل أجنحة المعرض التي تبين جهود مكافحة المخدرات في القبض على المروجين المهربين والآثار السلبية التي تنتج عن المخدرات حيث رحب الأمين العام للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات «نبراس» الاستاذ عبدالإله الشريف بالوفد وقدم شرحًا عن محتويات المعرض.
وقال الشريف: إن هناك مشروعًا كبيرًا بين اللجنة الوطنية وجامعة نورة وهو أكبر ملتقى سيقام في الجامعة يحضره 4000 طالبة من طالبات الثانوية والجامعات وستقام ورش عمل ومحاضرات.
كما أن هناك مشروعًا آخر مع وزارة التعليم وهو تدريب الطلاب والطالبات المتميزين وعقد لقاءات لهم للتعريف بالحملة ومخاطر المخدرات إضافة إلى تعزيز المفاهيم والقيم في مناهج التعليم، كما سوف نركز على الإعلام الجديد.
وأوضح الشريف أن لدى اللجنة خطة إعلامية مع وزارة الثقافة والإعلام لإنتاج برامج جديدة لتقديم رسائل توعوية إضافة إلى مواقع الإعلام الجديد، كما أن هناك مشروعًا مع هيئة الرياض لاستقطاب يخدم المملكة في نصائح وإرشادات عن أضرار المخدرات.
وكشف الشريف أن هناك منجزات أمنية كبيرة لرجال مكافحة المخدرات والجمارك، حيث أحبطوا كثيرًا من عمليات التهريب، بعضها قدرت قيمتها بمليار ريال، كما أن هناك تعاونًا وتنسيقًا مع الدول المجاورة في الإبلاغ عن كثير من عمليات التهريب، كما أنه يوجد لدينا مركز للشبكة المعلوماتية عن المخدرات وهذه خدمة تقدمها المملكة لجميع دول العالم بجميع اللغات وقد أشادوا بهذه الخطوة.
وتطرق إلى الذين يبيعون الحبوب النفسية، فقال لا تباع إلا بوصفة معتمدة ومن صيدليات معينة ومن يتم ضبطه يعامل معاملة المهرب، لأن هذه الحبوب مجرودة على هذه الصيدليات وبكميات محددة وعن طريق وزارة الصحة، مؤكدًا أن ما يروج عن ظاهرة إدمان الفتيات داخل الجامعات غير صحيح
وأكَّد عبد الإله الشريف على معاناة نقل مرضى الإدمان في السابق، أما حاليًا سوف تحل هذه المشكلة نهائيًا بوجود مشروعات وافق عليها ولي العهد في الرياض لمجموعة عبدالله الشرفي ومجموعة أطباء ومستشفى آخر لرجال أعمال تقدر تكاليفها بحوالي 200 مليون، كما وجدنا مستثمرين لاستئجار مبنى في كل من الخرج وتبوك متخصص في علاج الإدمان وتحل لنا مشكلة في الأسرة، كما تم افتتاح مستشفى في نجران الأسبوع الماضي، وأن المناطق التي لا يوجد بها مستشفى يتم نقلها لأقرب مستشفى لتلقي العلاج، مشيرًا إلى أن المستشفيات ستقدم العلاج ووزارة الصحة تقدم خدمات للمرضى مجانًا، مؤكدًا أن 70 في المائة مما ينفذ يتم ضبطه.
كلمة المالك
وقال الاستاذ خالد المالك في كلمته: أولاً، أود أن أشكر الاستاذ عبدالإله الشريف لدعوتنا لزيارة هذا الحصن الحصين الذي يقدم خدمة متطورة دفاعًا عن شباب هذا الوطن. وقال: ما تقدمه صحيفة الجزيرة للوطن للدفاع عن عقيدتنا وتقاليدنا وتوجيه شباب الوطن توجيهًا سليمًا بعيدًا عن المخدرات وما يفسد عقولهم واجب وطني. ونحن على الاستعداد لتقديم ما يمكن أن نقدمه لحماية شباب الوطن في هذه المعركة لإيقاف استهداف هذه البلاد وأهلها وإغراقهم بالمخدرات، ونسخر إمكاناتنا الإعلامية للوقوف في وجه المروجين لهذه الآفة.
وأوضح المالك أن ما استمعنا له وما شاهدناه هو جهد عظيم وكبير، وأن الجهود تتطور، والمقاومة مستمرة لصد الأهداف الخبيثة عن المملكة بالوعي والتثقيف وكل الفرص المتاحة. ونحن في صحيفة الجزيرة نشعر بمسؤوليتنا تجاه هذا العمل، وهذه رسالة الصحافة بشكل عام. مطالبًا بأن يكون هناك جهد مشترك بين الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ووسائل الإعلام؛ لأن الصحيفة وحدها لا يمكن أن تؤدي دورها إلا إذا كان هناك تنسيق في مختلف مؤسسات الدولة ومختلف القطاعات الأخرى. مشيدًا بالدور الذي تقوم به شركة سابك في المساهمة ببناء المستشفيات التي خُصصت لعلاج الإدمان؛ فهو جهد تُشكر عليه وعلى هذا الدعم.. وهذا يعزز دور اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات في مجال الوقاية والعلاج والبرامج التي تنفذها في مجالات التدريب في مختلف مناطق المملكة، والتصدي لهؤلاء المهربين والمروجين، والتقليل مما كان يصل إلى المملكة.
وفي تصوري، إذا أردنا أن نفعّل كثيرًا من البرامج فلا بد أن يكون هناك خطط تقوم بها وسائل الإعلام. ولعله من المناسب أن يكون هناك دور لهيئة الصحفيين أن تقيم ورش عمل للصحفيين في وسائل الإعلام حتى يتعرفوا على طبيعة عمل اللجنة لنجاح مشروع الهيئة لمواجهة هذا العمل بشيء من الاحتراف. وأنا أتصور بمجرد عقد لقاءات وورش عمل للصحفيين أو الكتّاب سيكون لهم دور مهم في هذه الحملة في الكتابة أو التوعية، سواء للأسر أو المؤسسات التي تعمل في مجال محاربة المخدرات. موضحًا أن الزملاء في صحيفة الجزيرة الذين حضروا هذه الجولة قد أدركوا خطورة المشكلة وما يواجه المملكة من تهريب المخدرات لمدنها وهجرها وقراها، وسوف يعملون على تقديم كل العون لهذه اللجنة الوطنية، ومحاربة كل المغريات التي تروج للشباب من خلال جميع المواقع. وما وجودنا معكم اليوم إلا ليكون هناك مشروع بين الجزيرة واللجنة الوطنية لحماية الوطن من هذه الآفة الخطيرة. كما أن هذه اللجنة سيكون لها شأن، وقد أنجزت الكثير في مقاومة تهريب المخدرات أو بيعها، والحيل التي يسلكونها.
وقال المالك: ليس مَن رأى كمَن سمع.. ولقد رأينا جهودًا جبارة في مجال مكافحة المخدرات والتهريب.. رأينا جهود حماة الوطن في هذا المعرض الذي يحتوي على عديد من وسائل التهريب إلى المملكة. وما رأيناه شيء مخيف، ولكن حماة الوطن بالمرصاد لهؤلاء الذين يريدون أن يدمروا شباب الوطن. وفي المقابل ضبط هذه المضبوطات شيء مشرف، وخصوصًا أنه تم إخفاء هذه المضبوطات بطرائق لا يتوقعها العقل. هذا الحجم من مختلف أنواع المخدرات كانت تستهدف أبناء الوطن في الصحة والأخلاق والدين في مجتمعنا من خلال التهريب، ولكن المفرح أن هناك شبابًا (غيورين) على دينهم ووطنهم.
وأكَّد المالك أن تنامي المخدرات واستهداف المملكة يقابلهما تنامٍ في الجهود من قِبل الدولة، ممثلة في رجال الأمن والجمارك وحرس الحدود، بما يجعل هذا البلد في أيدٍ أمينة، وعيون ساهرة؛ للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الإضرار بالبشر، وتطويقه، والقضاء عليه من خلال رجال شجعان في مواقع العمل الوطني للحد من المخدرات.. وهؤلاء قد أظهروا الخبرة والإخلاص من خلال الأساليب والحيل التي يسلكونها، التي لم تنطلِ على هؤلاء الرجال.. والتحدي الكبير هو القضاء على هذه المؤامرة التي تتسع وتكبر، وتستهدف المملكة التي هي قلعة في محاربة هذه الآفة، سواء داخل المملكة أو بالتعاون مع الدول المجاورة أو المنظمات العالمية.
وأضاف المالك: إننا أمام تجربة فريدة ومتميزة على مستوى العالم، تجربة تجعلنا مطمئنين على أننا قادرون - بإذن الله - على القضاء على هذه الظاهرة التي تستهدف المملكة ومواطني هذه البلاد، وخصوصًا الشباب الذين هم الحصن الحصين - بعد حماية الله - لسلامة هذه البلاد وأهلها، ومواجهة هذا التحدي الخطير.
من جانبه قال الدكتور ناصر الصالح الرئيس التنفيذي لبرنامج نبراس: يوجد لدينا نوعان من الدورات.. وهذه نقيمها مع جميع الجهات الحكومية والأهلية منها: دورة الأئمة والخطباء.. والإعلاميين وأسس الوقاية ودورة المرشدين الطلابيين نذهب إلى مناطق المملكة ونقيم هذه الدورات.. ونهدف من ذلك إلى أننا نقوم بتدريب إعداد كبيرة من أبناء الوطن في مجال الوقاية ومدة الدورة أسبوعان إلى عشرة أيام.. بحيث يتخرج من هذه الدورات مدربون ويعملون في منطقتهم وهناك دورات لخمسة أيام في مجال التوعية.. وهذه الدورات تقام أيضًا إلكترونيًا لعموم مناطق المملكة.. بحيث إذا اجتاز المدرب الجلسة الأولى يذهب إلى الجلسة الثانية وسيكون هناك تقييم للنجاح.. وهذه الدورات مجانية.. وهذه الدورات نساءً ورجالاً والخطوة التي نعمل عليها من خلال أسس الوقاية والتوعية ترجمتها إلى عدة لغات وتوزع على الدول الصديقة والدول الإسلامية.
وعن نقل معارض المخدرات للمناطق قال: في كل منطقة يوجد معرض للمخدرات يحتوي على أنواع المخدرات كافة والأساليب التي تهرب بها المخدرات.. بحيث ننقل هذه المعارض للأماكن التي يقام فيها المناسبة والأسواق لتعريف الأهالي على أنواع المخدرات وبيّن بأن هناك رصدًا لنجاح مثل هذه الدورات ومجالات التوعية.. من خلال قياس نجاح هؤلاء المدربين وهناك تفاعل بالآلاف في هذه المعارض أو الملتقيات.
وحول الوقاية في القطاع العسكري.. أجاب الصالح: نحن نركز على هذه القطاعات العسكرية مثل ما نعمل للمدنيين، هناك عمل آخر في القطاعات العسكرية لأننا نريد أن نحافظ على حماة الوطن.. ولدينا تعاون مع القطاعات العسكرية ووزارة الدفاع سوف توقع معنا اتفاقيات شاملة في مجال ا لوقاية، كما أن الفحص لي قبل القبول عامل مهم جدًا وفحص للترقية بحيث يمنع الأشخاص من التعاطي في المخدرات وهناك جهد مع كل القطاعات العسكرية.
كلمة النصار
وقال الدكتور محمد بن عبد العزيز النصار وكيل المركز السعودي للدراسات والأبحاث للوقاية من المخدرات والمؤثرات العقلية: نحن في حاجة للإعلام لبناء الفكر والتوعية في مجال مكافحة المخدرات لدى أفراد المجتمع، لأن كثيرًا من الدراسات الإعلامية والعلمية التي تتناول موضوع المخدرات تؤكد على دور الإعلام في بناء المجتمع.. والصحافة هي من أهم الوسائل التي تسهم في بناء المجتمع في الاتجاهات الصحيحة، ونحن نؤمن بأن الوقاية عامل مهم، وهذا ما تعمل عليه كثيرًا من الدول الكبرى التي لم تستطع القضاء على المخدرات بأنواعها، مؤكدًا أن العمل على مسار الوقاية أمر مهم جدًا.
وأضاف د.النصار بأن سياسة الوقاية وبناء الشخصية التي ترفض مفهوم التعاطي يجب أن نركز عليها وما نسعى إليه في المشروع الوطني في «نبراس».
وقال: نسعى إلى تدريب عدد من المختصين في جميع المناطق بناء على توجيهات سمو ولي العهد ووزير الداخلية للعمل على تدريب كوادر تعمل في مجال الوقاية، مشيرًا إلى أن عملية التدريب تتم بالشراكة مع إمارة المنطقة والإدارة العامة لمكافحة المخدرات في كل منطقة، وقال يوجد لدينا 36 ألف مدرسة في عموم مناطق وهجر المملكة، و6 ملايين طالب وطالبة، و600 ألف معلم ومعلمة وهذه الأرقام تدفعنا إلى أن يكون هناك فرق عمل في مجال الوقاية.
وأضاف النصار أن هناك برنامجًا لخطباء المساجد في القرى والهجر يستعينوا به في خطبهم، كذلك ولدينا دورة للكشفين في التعليم بالتعاون مع جامعة الإمام حيث يوجد 120 ألف كشاف سيعملون على البرامج التدريبية، إضافة إلى دورات للإعلاميين والصم والبكم ستقام خلال الأسابيع القادمة.. وقال سنعمل على توطين التدريب في عموم مناطق ومحافظات المملكة للحد من أضرار المخدرات وكشف مدير إدارة البرامج العلاجية علي الشيباني، أن المركز يستقبل يوميًا 40 بلاغًا لطالبي الخدمة العلاجية من المدمن نفسه أو أقاربه أو أي جهة حكومية.. وعمل المركز 14 ساعة يوميًا ولا نتدخل إلا في حالات العلاج القسري التي يهدد فيها الشخص أسرته وتتم معالجة الحالات بالسرية.
مشيراً إلى أن المركز خلال سنة و9 شهور استقبل أكثر من 33 ألف اتصال من جميع مناطق المملكة، مشيرًا إلى أن منطقة الرياض حصلت على الأعلى حيث سجلت 14 ألف اتصال يليها مكة المكرمة ثم المنطقة الشرقية وكان أقل المناطق منطقة نجران بـ400 اتصال.
وأكَّد مدير عام المسؤولية الاجتماعية في شركة سابك خالد محمد الصفيان أن سابك تقوم برسالة لحماية الإنسان منذ الطفولة لإنشاء جيل متعلم وواعد، مشيرًا إلى وجود تنسيق مع وزارة الصحة لإنشاء مستشفى للصحة النفسية بقيمة 300 مليون ريال في منطقة الرياض بسعة سريرية من 80 - 100 سرير، مشيرًا إلى أن المشروعات التي سيتم تنفيذها ستسهم في المحافظة على المواطن والمقيم في هذا البلد.