ميسون أبو بكر
على منصة القمة العالمية للحكومات في دبي زادت هممنا وسمت أرواحنا ونحن نستمتع ونستمع للقاء سمو الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات حاكم دبي في كلمته عن «استئناف الحضارة» التي احتضنتها دبي مطلع هذا الأسبوع التي عرض فيها تجربة الحكومة الإماراتية في النمو والتطور، أرسل فارس دبي وقائدها نحو الحضارة العالمية رسائل عدة لدول العالم وشعوبها مفادها بأن الخليج هو دولة واحدة على قلب رجل واحد هو سلمان بن عبدالعزيز، حيث لم تخل كلمته العميقة من تأصيل الهيبة الخليجية والثقل السياسي والاقتصادي لدول الخليج، في إجابات شفيفة لأسئلة طرحت على سموه من مختلف أنحاء العالم ومن شرائح متعددة ومتباينة الثقافات كان الحديث شيقًا وعذبًا عن تجربة أبهرت العالم وهي أمام العيان ماثلة على أرض الواقع أنموذجًا حيًّا.
أكَّد الشيخ محمد بن راشد أنه خلال أربع سنوات سيحقق المجلس بقيادة الملك سلمان مثل ما حقق في أربعين سنة مضت، وإنه بقيادة خادم الحرمين وحكام الخليج سيكون في خير وذا تأثير إيجابي على الأمة العربية مستقبلاً، فكلنا يدرك الثقل السياسي والعالمي للمملكة وأنها قلب عالمنا العربي ومهوى أفئدة المسلمين واستقرارهم.
فارس دبي والجلسة التي كان حاضروها ومتابعوها عبر الشاشات يتابعونها بشوق لسبر أغوار هذا الرجل الفذ وإخوته أبناء الشيخ زايد وحكام الإمارات الذين شكلوا هذا المجد للدولة التي غدت أنموذجًا عالميًا للتنمية والتطوير والانفتاح التجاري العالمي الذي أشاد به سمو الشيخ محمد واعتبر العالم قرية كونية واحدة وسوف عالمي مشترك وقال: «اتركوا خطابات السبعينيات وافتحوا أحلامكم وتجارتكم على العالم».
الرجل الذي يمتلك الخلطة السحرية لدولة يتطلع العالم لمنجزها
أخبر الحاضرين عن الموازنة الصعبة بين الانفتاح السياحي والاقتصادي والاستقرار الأمني، كما بشر بمشروع الدولة للوصول للمريخ، وجهد الشباب ودأبهم ومشاركتهم في عجلة التنمية بل تصدرهم المشهد، ولن تغادرني هالة النور التي أشرقت من عينيه وتلك الغبطة التي خالجته حين تكلم عن شما المزروعي وزيرة الشباب وكأنها أكبر وزارة بالعالم، ثم تطرق في حديثه عن ثقته بالشباب العربي.
وأمله بجامعة الدول العربية لأن تكون جامعة بالفعل وأن تفتح أبوابًا للشباب العربي ومشروعاتهم الجديدة لأن عندهم أفكارًا خلاقة
كما تفتح أذرعتها للمتخصصين وتحدث سموه عن رغبته أن يكون للجامعة فرع في دولة الإمارات وعلى استعداد الدولة لفتح دورات مكثفة للشباب.
الفساد والمؤامرات أيضًا تعدتها الإمارات وقفزت فوقها أميال ضوئية لتستمر في ركب التقدم ولَم يثنها ما واجهت أو قد تواجه لأن هذا مخاض لا بد أن يسبق بشارة الميلاد، وقد بدأت بأربعين خريجًا لتنتهي ولَم تنته بعد بسبع وسبعين جامعة يرتادها الطلاب من العالم كما مئتان وستون مطارًا حول العالم ونشاط من الصين للبرازيل.
محمد بن راشد الذي يلعب مع أطفاله ويشارك موظفيه أفراحهم وأتراحهم ويوجد في كل مكان يتسع يومه لكل هذه النشاطات لأنه يُؤْمِن أنه ما زال هناك الكثير لينجزه مؤمنًا بأن المرأة نصف المجتمع وأن الإنسان لا يتنفس برئة واحدة ولا يمشي على رجل واحدة فامرأة بألف رجل كما أشار.
الشيخ الوقور الذي أكَّد على أن مجلس التعاون وقفت دوله مع بعض في الكثير من الأمور بفرق عمل يعملون سويًا في مجلس التعاون لخير بلادهم يؤكد أنهم يعملون أيضًا بجد وإخلاص لمصلحة الدول العربية التي بات مواطنوها يدركون هذا ويشعرون بهذه الوحدة والألفة.
الحاكم الذي يصر أن يتعلَّم في كل يوم شيئًا جديدًا أتاح لنا في كلمته فرصة تاريخية للاطلاع على تجربته الحية وكأننا نتصفح كتابًا مفتوحًا أدهشتنا بالكثير من الأسرار التي أخبرنا عنها.