رقية سليمان الهويريني
لا ألوم المطربة أحلام بانتهاجها طريق الطرب والفن، فلكل امرئ حرية اختياره وأسلوبه في الحياة، ما لم تتقاطع مع حرية الآخرين. ولكن ألوم تعظيم التفاهة التي تنتهجها حتى باتت علامة مرافقة لها، وبرغم أنها لم تلزمني بمتابعتها أو تتبع أخبارها؛ لكن أحمّلها ومن يدعمها من القنوات مسؤولية تهاوي الذائقة وتكريس التفاهة التي صارت ظاهرة، لدرجة أن تتم دراسة تصرفاتها وتشخيص سكونها وتحليل حركاتها أثناء تفاعلها مع جماهيرها أو مشاركتها ببعض البرامج السخيفة التي تستحوذ على جمهور عريض!
وقد يعارضني البعض بأن الجمهور هو الذي يطلب ويقيّم وهي تحقق رغباتهم! إلا أن السؤال الدائم: من أوصل الجمهور الغض لهذا الإسفاف ولتلك التفاهة؟ ومن المستفيد من تأصيل الظاهرة (الأحلامية) لدى بعض المغنين لدرجة أن قاموا بتقليدها لكسب المزيد من الجماهير؟ تلك الظاهرة التي منذ بدأت تطفو على سطح الفن تسببت بتلوث وفساد الذوق الفني!!
وفي الدرجة التي آسي على شبابنا من تبني فكرها والإعجاب بتصرفاتها الصبيانية؛ أطالب بقيام جمعية لمحاربة الإسفاف بكل أشكاله ابتداء من أحلام وانتهاء بـ(أبو سن) مروراً بفئة من نجوم السناب شات الذين أظهروا مجتمعنا بصورة لا تليق به مطلقاً، فأساؤوا لتاريخنا العربي وتراثنا السعودي المجيد. وهذا لا يعني سخطي على الترفيه والإمتاع والفن الراقي الذي يحترم الذائقة ويتماهى مع الجانب الإنساني السوي الذي ينشد الرصانة ويصفق لقوة المنتج وعمقه.
أما ما يردده الفارغون مضموناً والدخلاء على الإعلام والفن، ومطربو (الهياط) وبعض نجوم مواقع التواصل الاجتماعي وما تكرسه البرامج الرخيصة والأغاني التافهة والمسلسلات المدبلجة السامجة التي تبثها بعض القنوات فقد هبطت بذائقة الشباب وأفسدتها وحولتهم لمستهلكين لها دون أن يفكروا بأن انتشار هذا النوع يدعم النظرية المغلوطة (الجمهور عايز كده) التي يعززها بعض الأقطاب لتمرير أجندة معينة، ويروج لها المنتجون لتسويق إنتاجهم بينما الجمهور بحاجة لمن ينقذه من وحل الإعلام الهابط عن طريق تقديم برامج جادة ومسلسلات هادفة تنمي الثقافة وترفع مستوى الوعي وتقاوم طوفان التفاهة.