ما يقدم المسؤول ومن تلقاء نفسه على زيارة أية جهة خاضعة له؛ ليرى أحوالها عن كثب، ويقف على احتياجاتها وما ينقصها، فإنه يعطي مثالا صادقا على حرص وتفان منه، واستشعار بحجم المسئولية.
وهذا الشأن القويم قد اعتدنا عليه من حكام مملكتنا الغالية؛ لأنهم ينظرون إلى شعبهم بنظرة المحب والمشفق، والمتطلع بشغف لراحتهم وإبقائهم في مأمن من حوالك الظروف النازلة وعواقبها.
ولله الحمد والمنة فإن الوطن يدار بفكر مستنير وبمنهجية منضبطة، تعطى فيها الأولوية المطلقة للمواطن في أي مكان يحل فيه؛ لأنه هو حجر الزاوية ومورد ومصدر الطموحات والأهداف المنشودة.
ولا غرو في ذلك ولا عجب، فالوطن يستأهل من الجميع حكاما ومحكومين أن يضحوا من أجله، وأن يعملون بكل طاقاتهم الكامنة وبأنفاسهم الصاعدة في صنع أمجاده ورفع رايته الخفاقة أبد الآبدين.
إن علينا أن نستثمر ما وهبنا الله من نعم ظاهرة وباطنة في خلق الفرص المؤاتية لحياة أفضل وأروع، مستعينين بالله أولا، ثم بالتفاتنا حول قيادتنا الرشيدة، مقدمين لها حبنا وإخلاصنا بلا زيف أو تضليل.
وفي هذا المقام حق علينا أن نشكر الله جلت قدره على عظيم ما امتن به علينا من نعم لا تعد ولا تحصى، أولها نعمة الإسلام، وثانيها نعمة الأمن والأمان، وثالثها أن هيأ لنا دولة تحكم شرع الله وتتخذه دستورا لها.
وآخر كلامنا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى اللهم وسلم على سيد الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
- عثمان بن عبدالله العثمان