تتطلع محافظة الأفلاج برجالها، وأبنائها، وكل شعبها، إلى هذه الزيارة الميمونة؛ فدلالات زيارة سمو الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض تستحق التوقف والإشادة، وتعطي دلالات كثيرة على اضطلاع سموه بالمسؤولية، واستشعاره الأمانة التي تحملها. إن محافظة الأفلاج تتشرف بهذه الزيارة، شأنها شأن كل محافظات المملكة، تنعم بفضل الله بتطور متواصل، وحضارة متنامية؛ إذ امتدت لها يد العطاء، وحظيت بالكثير من المشروعات طوال الفترة السابقة، وما زالت يد العناية والتطوير ترعاها وتشكل معالم حضارتها؛ فلم تقصر دولتنا المباركة وحكومتنا الرشيدة في سبيل تحقيق كل تطلعات أهالي هذه المحافظة. ولعل أبرز هذه المشروعات التنموية تلك التي وضعها ولاة الأمر نصب أعينهم، وأولى أولوياتهم، وهي مشروعات تنمية المواطن السعودي، وتشكيل عقله، وغرس المعرفة فيه وفي أبنائه، وتنشئة جيل يتسلح بالعلم والمعرفة، يبني الحضارة، ويشيد النهضة، فلم يدخر ولاة أمرنا وسعًا في سبيل تدشين صروح العلم والمعرفة وشموس الفهم والحضارة.. جامعات ممتدة في كل بقعة وكل صعيد، تلك الصروح العلمية التي ستظل شاهدة على حضارة يصنعها هؤلاء القادة، بنبضات قلوبهم، وتاريخ يسطرونه بإخلاصهم لهذا الوطن، وجدارة أن يكونوا رأس الأمر وسنامه وقائدي زمامه. إن مشروعًا واحدًا في هذه المحافظة (محافظة الأفلاج) كفرع جامعة الأمير سطام بها، بتبعاته ومرافقه وإسكان هيئته التدريسية وخدماته، لكفيل بأن يقف المرء إجلالاً وإكبارًا لهؤلاء الكبار الذين أدركوا كيف تكون التنمية، وأنى يكون مدخلها. إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر أمير منطقة الرياض لهذه المحافظة التي تعانق التاريخ والأدب والشعر لتسطَّر بأبيات المدح، واستعارات قيس، ومجازات ليلى العامرية، وروايات التوباد، وسرد الأجداد للأحفاد؛ ليسطروا جميعًا أعظم معلقة للفخر والعزة في قلوبنا وفوق صدورنا لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد وسمو أمير منطقة الرياض، وكل رجالات هذا البلد الساهرين على نهضتها -حفظهم الله جميعًا-. تلك القيادة التي جعلت المملكة تتبوأ صدارتها، وتمارس ريادتها، وتقود العالم الإسلامي إلى حيث مرضاة الله، وإلى حيث العدل والإنسانية.
عبدالرحمن الزنان - مساعد العميد للشؤون التعليمية والأكاديمية بكلية المجتمع بالأفلاج