أبها - متابعة - عبدالله الهاجري / تصوير - علي الشهري:
في الوقت الذي تقوم فيه معدات الجهات الحكومية بمدينة أبها برفع الأنقاض وما خلفته الأمطار التاريخية التي شهدتها يوم الثلاثاء ووصلت فيه كمية الأمطار إلى رقم قياسي بلغ نحو 116 ملم، وقف صباح أمس أهالي أحياء «المروج، المنسك والموظفين» الأحياء الأكثر تضررًا مذعورين من المشاهد التي خلفتها الأمطار، وبالذات في تصريف السيول، وطالبوا بسرعة النظر في وضع أحيائهم، وتنفيذ مشروعات حكومية عاجلة بعيدًا عن التسويف.
وفيما تعد أحياء المروج والمنسك من أحدث الأحياء في مدينة أبها إلا أن الخدمات فيها غير مكتملة، وتصنف من أكثر المواقع خطورة في حال هطول الأمطار بسبب وقوعها على مجاري أودية، حيث تصل هذه الأحياء إلى حالة غرق بالكامل في ظل سوء تصريف المياه مع سوء تخطيط الشوارع فيها وعدم وجود أي خطط بديلة للجهات العلاقة في مواجهة أي أزمة.
وعدّ الأهالي أن اجتراف السيول لطفل ومقيم يوم الثلاثاء وسط حي المنسك والعثور فيما بعد على الطفل - الطالب - متوفى فيما ما يزال البحث عن المقيم حتى الآن أكبر دليل على ما يعانونه من إهمال في تقديم الخدمات، إلى جانب سوء تخطيط الطرق وعدم الالتفات إلى مطالبهم المتكررة والتحذيرية التي يعانون منها، مطالبين بالتدخل العاجل والنظر إلى هذه المواقع في ظل هذه الظروف الراهنة.
ولم تقتصر الأضرار فقط على تلك الأحياء، فوسط مدينة أبها وفي ظل مشروعات إعادة ترميم الأرصفة التي تعمل عليها أمانة المنطقة في وقت واحد دون تنسيق في تنفيذها وسوء تصريف السيول في الإنفاق، تسبب بحالات فوضى مرورية، حتى اضطرت معها مرور عسير إلى إغلاق أجزاء من الحزام الدائري، وكذلك الحال على طريق الملك فهد الرابط بين مدينة أبها وخميس مشيط، في الوقت الذي شهدت فيه محافظة خميس مشيط حركة مرورية متعطلة وبالذات في الإنفاق الجديدة التي تغطت بالسيول.
هذا وبلغت إحصائية الأعمال الميدانية التي باشرتها فرق الدفاع المدني بمنطقة عسير المصاحبة للأمطار التي هطلت بالمنطقة اعتبارًا من يوم الثلاثاء وحتى صباح أمس الأربعاء، ففي مدينة أبها كانت عدد 600 بلاغ، وكان هناك أحتجاز 200 مركبة، فيم تم إنقاذ 25 شخصًا، وبلغت عدد الأودية التي سالت في مدينة أبها تسعة أودية، فيما أعلن عن وفاة طفل - طالب- يبلغ من العمر13 عامًا، وتتواصل حتى الآن البحث عن مفقود، فيما تم سحب المياه من بدروم مستشفى عسير المركزي.
وفي محافظة خميس مشيط وصلت عدد البلاغات إلى 314 بلاغًا، فيما كان هناك احتجاز لـ 75 مركبة، وتم إنقاذ 213 شخصًا، وكان هناك إصابة لعشرة أشخاص.
وقامت فرق الدفاع المدني صباح أمس بمباشرة ثلاثة بلاغات حول دخول مياه الأمطار لفناء ثلاثة منازل بالبرك وقامت الفرق بتوثيق الحالات وحصرها.
وعلى صعيد متصل، أوضح المتحدث الرسمي لأمانة منطقة عسير م. سعيد الشهراني أن عدد البلاغات التي وردت لمركز العمليات بالطوارئ يوم أمس الأول (الثلاثاء) 750 بلاغًا كان أغلبها عن تسرب مياه الأمطار إلى المنازل في عدد من الأحياء، وعن المعدات ذكر الشهراني أن عدد المضخات العاملة الآن عدد 10 مضخات وعدد 7 شيولات وعدد 20 قلابًا وعدد 6 بوبكات وعدد 3 عرجاء وعدد 3 بوكلين إضافة إلى 1150 عاملاً و30 مراقبًا موزعين على ورديات.
هذا وأكَّد أمين منطقة عسير صالح بن عبدالله القاضي أن الأمانة لا تزال على أهبة الاستعداد خلال هذا الموسم الماطر بإذن الله، حيث لا تزال كافة المعدات والآليات والكوادر البشرية منتشرة في عدد من الأحياء بمدينة أبها، وأن حالة التصريف للمياه جيدة ويجري العمل على تصريف ما تبقى من تجمعات للمياه في بعض المواقع، وسيتم اتخاذ كافة التدابير والإجراءات اللازمة عند هطول الأمطار.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده القاضي صباح أمس (الأربعاء) بوكلاء الأمانة ومديري الإدارات بقاعة الاجتماعات، وأوضح القاضي ضرورة تكليف المقاولين بصيانة المشروعات التي بتسلّمهم، والتأكَّد من جاهزيتها وتحملها لمواسم ماطرة أشد غزارة، وقال: يجب على الوكالات المختصة بالأمانة مناقشة المقاولين وإعادة الدراسة لبعض المواقع من الناحية التخطيطية، وألمح إلى أن أغلب المشكلات التي حصلت لتجمعات المياه كانت بسبب المخططات القديمة والعشوائية والتعديات على حرم الأودية والعبارات ومجاري السيول ومناهل الكباري والجسور، وقطع الشعاب ومسائل الأودية بالمباني والجسور الخرسانية.
إلى ذلك وجه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني فرع الهيئة بمنطقة عسير بتطبيق الخطة الوطنية لمواجهة مخاطر الكوارث الطبيعية، تزامنًا مع الأمطار الغزيرة التي شهدتها منطقة عسير أمس.
وشدد سموه على أهمية التأكَّد من سلامة نزلاء الفنادق والشقق والوحدات السكنية، والتكامل مع كافة الشركاء في مختلف الجهات الحكومية والخاصة لضمان سلامتهم وتقديم كافة الخدمات لهم.
وحث الأمير سلطان بن سلمان الفرع على توعية النزلاء كذلك بكيفية التعامل مع مخاطر الكوارث الطبيعية، مع اتخاذ عدد من التدابير اللازمة في تلك الحالات.
هذا وقدم أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد تعازيه ومواساته لوالد الطالب نواف آل مداوي الأحمري الذي توفي أمس الأول إثر الأمطار التي شهدتها مدينة أبها، حيث توفي بعد أن جرفه السيل وهو عائد من مدرسته في حي المنسك، وشيع المواطنون ظهر أمس الطالب وتم دفنه في مقبرة العرين بمدينة أبها.