مها محمد الشريف
الإرهاب معضلة العالم الأزلية،ومجرى الدم المحرم الذي لم يستطع العالم إيقافه منذ أمدٍ بعيد..ومع بدايات القرن الحادي والعشرين طغت أفاعيل جناته وتعقدت سبل رصده ومواجهته في العالم كله..عُقدت المؤتمرات والدراسات والأبحاث، والإرهاب واحد..
وعندما عُين الأمير محمد بن نايف في عام 1999م مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية في السعودية بدأت رحلة مواجهة التطرف والإرهاب في هذه الدولة المسلمة الصادقة في مقاومة الشر بكل أصنافه وسخرت وزارة الداخلية آنذاك بقيادة الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز كل الجهود والدعم لمحاربته ومحاربة الفئة الضالة التي تشعل ناره في جسد الأمة..
كان قاهر الإرهاب قريباً من تفاصيل المواجهة ويقف على كل صغيرة وكبيرة في تنفيذ برامج اجتثاث هذا الداء من جذوره فكانت أولى الثمار أن أجهز على القاعدة وفكك كل خلاياها المستيقظة منها والنائمة، وأفشل مخططاتها وأحرق أهدافها..وكادت أن تصل إليه شرارة الشر وأن تودي بحياته في عام 2009م عندما زعم أحد المطلوبين عزمه على تسليم نفسه له في قصره بجدة فدخل إلى مكتبه سموه متأبطاً شراً وبفضل الله وكرمه صرعته هذا الإرهابي مكيدته والتهمه جحيم أحشائه وسلم الله وحفظ الأمير محمد من كيده فلم يمسسه أذى..
وبقي قاهر الإرهاب عيناً ساهرةً على راحة وأمن الوطن ومواطنيه.. وهاهو في كل عملية أمنية وفي كل تدريب مازال قريباً من رجاله يمدهم بتوجيهاته، ويسندهم بوقوفه معهم في كل لحظة خطر طارئة.. وأسهم هذا الجهد الأمني الكبير في إبراز حجم الدور العظيم الذي لعبته المملكة بقيادتها المسلمة في إحباط عمليات إرهابية في دول ومناطق أخرى من العالم،ولعل تكريم الأمير محمد بن نايف بالأمس القريب من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية بميدالية (جورج تينيت) ذو دلالة كبيرة ورمزية عميقة تعكس قناعة العالم كله والأمريكيين تحديداً بتميز هذا القائد الأمني في مكافحة الإرهاب على المستوى الدولي.
وعندما أسس مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والاهتمام قدم للعالم نموذجاً حضارياً رائعاً في مواجهة العقل والفكر الإرهابي، وتعامل مع أفراده ببعدٍ إنساني رفيع يستند إلى أهداف سامية تركز على علاج هذا المستهدف وإعادته إلى جادة الصواب.. ودعم المركز بكل التقنيات ووسائل الراحة سعياً لإعادة تأهيل كل من انخرط في الطريق المظلم، وإنقاذه من أفكار الإرهاب وسمومه وكان للمركز ولله الحمد النجاح بأيدٍ سعودية مخلصة في تهيئة جميع الموقوفين وإعادة دمجهم من جديد في المجتمع.