سعد الدوسري
لا شك أن الحالة الراهنة لتداول الرأي في المملكة، هي الأفضل، منذ مرحلة التأسيس. فالمواطن اليوم لديه المنبر ولديه الجرأة، لطرح رأيه دون خوف، خاصة فيما يتعلق بالقضايا ذات العلاقة بنمائه ومستقبله وأمنه وأمن مجتمعه. ولقد أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي، إسهاماً كبيراً في خلق هذه الحالة، بل ربما تكون هي المغذي الأكبر لتطور ثقافة الحوار، سواءً بين مستخدمي تلك الوسائل، أو بينهم وبين المؤسسات الرسمية.
منذ الأسبوع الماضي، نشأ حوار حول قضية «بيع أرامكو»، وتصاعد هذا الحوار ليشمل شريحة واسعة من المتخصصين وغير المتخصصين، الأمر الذي جعل القضية تدخل في منطقة ضيقة ومحرجة، بالنسبة للمؤسسة الاقتصادية الرسمية، مما اضطر وزير التجارة والاستثمار، ماجد القصبي، للدفاع عن طرح أسهم الشركة، رافضاً وصف هذا الطرح بأنه بيع للشركة، ومؤكداً أن سيادة الدولة على الشركة قانونياً ستستمر بما يكفل حمايتها، وأن الاكتتاب خارج المملكة لن يُفتح، إذا تحملت السوق المحلية نسبة الـ 5 % المقرر طرحها من أسهم الشركة.
الكثير ممن يهمهم بقاء أرامكو، كشركة عملاقة تمثل متانة وقوة الاقتصاد السعودي، اقترحوا أن يتم تنظيم لقاء مفتوح، يضم نخبة الاقتصاديين السعوديين، وأن يُطرح الموضوع للنقاش الشفاف، وأن يتم تداول الرأي والرأي الآخر، لتُرفع التوصيات بعد ذلك لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، للاطلاع عليها، ولاتخاذ ما تراه مناسباً، سواءً لصالح الشركة ولصالح مستقبل الاقتصاد الوطني، أريد أن أسجل لعهد الملك سلمان أنه شجع الحوار، وأعطى مساحة كبيرة من الحرية لوسائل الإعلام، ولم يمانع في تشجيع الرأي والرأي الآخر.