فهد بن جليد
هل أخذت دارة الملك عبدالعزيز على عاتقها إقامة وتنظيم مهرجان عالمي (فريد من نوعه) لا يختص بالإبل وملاكها فحسب، بل يمتد إلى البيئة المحيطة بهذا المخلوق الصحراوي؟!
يبدو ذلك جلياً من خلال منظومة الجوائز والبرامج والفعاليات (الأربع عشرة) المصاحبة -لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل- التي كُشف عنها -مؤخراً-، التي تشكِّل برأيي تحديًّا كبيرًا، وفي حال نجحت الدارة وشركاؤها في ترجمة (الهوية الجديدة) للمهرجان لواقع معاش، بتقديم كل تلك (الفعاليات المعلنة) على أرض الواقع -بذات الزخم والتنظيم والجوّدة- التي عُرضت وكُشف عنها، فنحن على أعتاب مشروع وطني تراثي ترفيهي (عملاق) ومتكامل، يغطي بشموليته تفاصيل البيئة الصحراوية كافة، ويقرّب المسافة بين الأجيال السعودية -حسب ما أعلن المهرجان- بل يعد نقلة نوعية لمهرجانات الإبل ومحبيها وتاريخها العريق في المنطقة العربية بأسرها.
الإجراءات المعلنة والأنشطة والفعاليات المقدمة ستعالج وتقضي على (السلبيات) السابقة كافة، وستقدم مهرجاناً مختلفاً أكثر شمولية وفائدة وترفيهاً، شريطة أن يتم التعامل مع هذا الحدث (بالاحترافية المنتظرة) من جميع الجهات والوزارات التي تتقاطع خدماتها مع هذه المناسبة، وعلى رأسها هيئتا السياحة والترفيه، ووزارتا الصحة والبيئة والزراعة والمياه، خصوصاً أن (الهوية الجديدة) تستهدف العائلة من خلال صناعة فعالية تعزز السياحة البرية، ولم تعد مجرد تجمع للتنافس على جمال الإبل و(مزاينها) فقط، بل بات (قرية سعودية) متكاملة للإبل والتراث والأدب و(العوالم الكونية) الأخرى، لها جوانب وطنية اقتصادية حضارية، بكل أيقوناتها المعلنة للطفل والعائلة.
بقي أن نتحدث (بشفافية) عن الشق الإعلامي للحدث، وأعني هنا (القنوات الفضائية الشعبية) ودورها المنتظر.. المنظمون يرون فيها شريكاً مهماً، خصوصاً أن ملاك وممثلي هذه القنوات أبدوا سعادتهم (بالهوية الجديدة) للمهرجان وتفاعلهم معها، وبرأيي أنها (فرصة سانحة) أن تلحق بعض هذه القنوات بالتطور الذي شهده المهرجان، لتستهدف جمهوراً جديداً للمناسبة، وتقدم عملاً إعلامياً (شعبياً)، بكل تأكيد لن يكون له المردود السابق من الإعلانات والتغطيات والشيلات في بداية الأمر، ولكنه سيؤسس لمرحلة جديدة (أكثر ديمومة) تضمن بقاء هذه القنوات في عصر التقنية.
وعلى دروب الخير نلتقي.