د.عبدالعزيز الجار الله
الجامعات السعودية الشاملة واحدة من حلول أزمة القبول والمقاعد التي نفذت لاستيعاب المتقدمين من الثانوية العامة، لكنها بدأت تطلع علينا من جديد بعد أن اعتقدنا أن جامعاتنا تشافت من أزمة القبول، من جانب آخر الجامعات الشاملة في حيث الطلاب والتخصصات قد لا تكون الحل في المحافظات والمدن الكبيرة والمتوسطة، والنموذج القائم منطقة الرياض، التي قسمت إلى أربعة محاور هي:
الوسط: جامعة الملك سعود، وجامعة الملك سعود الصحية، وجامعة الإمام، وجامعة الأميرة نورة.
الشمال والشرق: جامعة المجمعة.
الغرب: جامعة شقراء.
الجنوب: جامعة الأمير سطام.
فما زالت أزمة القبول (مقاعد) وما زالت أزمة الأقسام والتخصصات التي تناسب سوق العمل قائمة، فلا الجامعات الناشئة ولا الجامعات الأم في قلب العاصمة أوجدت الحل النموذجي رغم إنشاء في كل جامعة مدينة جامعية كلفت المليارات.
المشكلة المساحة وفي اتساع رقعة بلادنا التي تبلغ مساحتها حوالي (2) كيلومتر مربع في أوضاع جيولوجية وطبوغرافية معقدة جداً باعدت بين المساحات يصل أبعادها في الجامعة الواحدة (300) كم بين الكلية وإدارة الجامعة، وبين التخصص الواحد مثلاً تبعد كلية العلوم أو كلية العلوم الطبية التطبيقية أو التربية مسافة تزيد عن (300) كم، وهذا خلق مشكلات جديد، وتعقيد لحلول ظن البعض أنها حلول ناجعة ونوعية، لكنها عند التطبيق انكشفت عيوبها، وأصبحت الجامعات الناشئة تعاني منها وتعيق نجاحها.
أذن لا بد من حلول قبل أن تتفاقم المشكلة ويدفع ثمنها المجتمع غالياً، وتدفع خزينة الدولة أموالاً بلا مبرر ويغرق سوق العمل بالبطالة والشباب الجامعي العاطل، لماذا لا يفتح جامعات بحجم المحافظات والمدن الصغيرة تغطي احتياجها وتوقف التردد بين المحافظات وسوء إدارات الجامعات وفشلها في حل المشكلات العالقة بسبب بعد المسافات.
عدد الجامعات السعودية (28) جامعة حكومية، وعدد الجامعات الأهلية (10) جامعات، وهذه لا تغطي سكان يصل تعدادهم (31) مليون نسمة وبلد يتطلع إلى التحول الوطني 2020 ويسعى إلى تحقيق رؤية 2030، فلا بد من التحرك لزيادة عددالجامعات، والسماح بفتح فروع للجامعات العالمية، والتفكير ببيع الخدمة الأكاديمية في بعض التخصصات على غير السعوديين.