يوسف المحيميد
من يزور القرية الشعبية في الجنادرية يُذهل لكثافة الزائرين، في كل أيام الأسبوع، بالذات في عطلة نهاية الأسبوع التي تجذب الزائرين من خارج مدينة الرياض، هذه الحشود التي تزور القرية على مدى أسبوعين تكشف كم يمتلك الناس من حب التراث وشغفهم به، خاصة في تنوعه، فالمملكة - بحمد الله - تشبه قارة في تنوع تضاريسها وسكانها وعاداتهم وفنونهم وأنماط العمارة لديهم، مما يجعل هذه القرية نموذجًا جاذبًا لكل الفئات العمرية من مختلف المناطق في المملكة.
وحين انتشرت صور أرتال السيارات الهائل في الطريق إلى الجنادرية يوم الجمعة الماضي، وما حدث من اختناقات مرورية مزعجة، وتبادل المرور والمنظمون الاتهامات حول المسؤول عن هذا الاختناق، وعدم كفاءة وكفاية المواقف للسيارات الخاصة، فكرت لماذا لم يصل أحد خطوط المترو لمكان القرية، على أن تكون مفتوحة طول العام حتى لو بشكل محدود من الفرق الشعبية، وأعداد أقل ممن يمثلون المناطق بالمملكة؟ أو أن يتم توفير خط منتظم من النقل العام لمقر القرية، تكون الحافلات متوفرة للعائلات على مدار الساعة، بحيث تتوفر محطة انتظار في الجنادرية مرتبطة بعدة مواقع مختلفة في جهات الرياض الرئيسة، وتتنقل الحافلات كل عشر دقائق أو ربع ساعة، حتى نهاية اليوم.
أعتقد أن اعتماد طريق الجنادرية كأحد الطرق التي يخدمها المترو وحافلات النقل العام سيكون له أثر إيجابي، في تسهيل وصول الزائرين والسياح، وفي نمو المناطق القريبة منها وازدهارها، ولعل الشاهد في الموضوع، أعني هذه الحشود الكبيرة، هو نجاح هذه القرية في الجذب السياحي، وهذا أمر معروف ومتفق عليه منذ سنوات، ولكن الأكثر أهمية هو أن هذا الإقبال الكبير يعطي رسالة واضحة ومهمة لهيئة الترفيه، وهي أن المواطنين بحاجة كبيرة إلى كافة أنواع الترفيه والفنون المختلفة، وعلى استعداد لإنجاح أي نشاط ترفيهي منفذ بعناية واحتراف مهني عال، وهي فرصة جيدة للهيئة لتشجيع القطاع الخاص العامل في أنشطة الترفيه المختلفة وتحفيزه، وجذب الاستثمار الأجنبي في المجال الترفيهي السياحي.