الجزيرة - علي بلال:
أكد معالي الدكتور جمعان رشيد بن رقوش رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية أن تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ميدالية «جورج تينت» التي تقدمها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية للعمل الاستخباراتي المميز في مجال مكافحة الإرهاب هو تقدير مستحق لسموه الكريم ، وهو اختيار وافق أهله، كما أنه في ذات الوقت تقدير لدور المملكة العربية السعودية الرائد في مكافحة هذا الداء حيث كانت المملكة من أوائل الدول التي استهدفتها جرائم الإرهاب وأحقاده.
وما من شك في أن هذا التقدير العالمي لجهود سموه الكريم يؤكد رجاحة ونجاح سياساته في دعم العمل الدولي المشترك لمكافحة كافة أشكال الإرهاب وتجفيف منابعه و مصادر تمويله.
فهنيئاً لسموه هذا التقدير العالمي، وهنيئا لوطننا بسموه الذي ضرب مثلا رائعاً في العطاء والإنجاز وتحمل المسؤولية فاستحق الاحترام والتقدير والاعتراف بالفضل من الجميع.
إن المقام لا يتسع لذكر الجهود العظيمة التي بذلها ويبذلها سموه الكريم في مجال مكافحة الإرهاب، ولكن تكفى الإشارة إلى ما يوضحها بجلاء وهو إشراف سموه المباشر على كافة تفاصيل أعمال مكافحة الإرهاب داخل المملكة، فقد انتهج سموه تجاه ظاهرة الإرهاب سياسية متوازنة تركزت في شقها الأول على المواجهة الميدانية والأمنية الحازمة في حين ركز شقها الثاني على الجانب الفكري في التعامل مع المغرر بهم من خلال المناصحة الفكرية لتصحيح مفاهيمهم وفق برنامج متكامل وإستراتيجية بناءة لإنقاذهم من براثن هذا الفكر المنحرف . وبحمد الله وتوفيقه أثبتت هذه التجربة نجاحها وشهد بذلك الكثير من أجهزة مكافحة الإرهاب العالمية.
وقد سعى سموه وبجهود حثيثة لكي يكتسب الأمن الفكري أولوية منهجية في مكافحة الإرهاب إدراكاً منه -يحفظه الله- أن الأمن الفكري ركيزة أساسية من ركائز الأمن الشامل الذي لا يمكن تحقيقه إلا بالعمل الجماعي على مختلف الأصعدة وبتضامن جميع قطاعات المجتمع كل وفق اهتماماته وقدراته وتخصصه. فكلما تكاملت الجهود وتضاعف التنسيق كلما زادت فرص تحقيق الأمن، الأمر الذي يعني تماسك المجتمع ومتانة البناء الاجتماعي، وهذا هو المدخل الراجح لمحاربة الفكر المنحرف والأنشطة الإرهابية.
كما أن من أبرز ما يوضح اهتمام سموه بمكافحة الإرهاب في المملكة العربية السعودية من خلال ترسيخ الأمن الفكري هو إنشاء مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية والذي استفاد من خدماته الكثير ممن انزلقوا في هاوية الانحراف الفكري ،وكذلك إنشاء إدارة للأمن الفكري في العام 1427هـ بوزارة الداخلية لتتولى مهام تعزيز الأمن الفكري وفق إستراتيجيات علمية وأمنية محكمة . وكذلك استضافة المملكة لمكتب مكافحة الإرهاب والتطرف التابع لمجلس وزراء الداخلية العرب . وعلى الصعيد الدولي فقد تجلت جهود سموه لمكافحة الإرهاب على الصعيد العالمي في دعم التعاون الدولي البناء مع مختلف الجهات الأمنية والأكاديمية حول العالم والذي من أبرز مظاهره الدعم الذي تقدمه المملكة للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب فقد كانت المملكة العربية السعودية هي الداعية إلى إنشائه في فعاليات المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة الرياض في العام ـ 2005 واتبعت الدعوة عملاً فدعمته حينها بمبلغ عشرة ملايين دولار لتكون الدولة الأولى المبادرة في دعم المركز ، ثم قامت بتفعيل هذا المركز بدعم سخي بلغ ال (100) مليون دولار حظي بتقدير الأسرة الدولية ليسجل للمملكة العربية السعودية وللعالم الإسلامي سجلا ناصعا من العطاء والإنجاز في مكافحة الإرهاب.