رقية سليمان الهويريني
تنتشر مقولات غير صحيحة عن بعض الجنسيات وشائعات حول صفات سكان دول وقاطني مناطق وأبناء قبائل، بل تطلق صفات سيئة للرجل ومثالب للمرأة. ناهيك عن استنقاص القصير والنحيف والممتلئ والأسمر والأبيض. ويمتد القدح لمن تعرضوا لحوادث فأفضت بهم لإعاقة ولو أنهم تخطوها وبرعوا ونجحوا إلا أن الصفة تلازمهم وتلصق بهم وتكون مدعاة للتهكم!
وهذه الصفات التي يتم تأصيلها بقوة ونشرها بشراسة جاءت من إعلام المحتل الذي حاول أن يكرّه الناس من خلال إلصاق صفات ملفقة لانتقاص الشعوب التي رفضت احتلاله وقاومته، فحاربتهم بالدعاية السلبية، وامتدت حتى وقتنا الحاضر.
فإطلاق صفة الغباء أو السذاجة على سكان بعض المناطق أو الدول يجعل الطرف الآخر يتعامل معهم بناء على الانطباعات الشخصية أو المقولات السلبية المتكررة. وكذلك صفتا البخل أو الكسل اللتان ألصقتا عنوةً ببعض الشعوب لدرجة جعلت المرء يستغرب من وجود أشخاص كرماء أو نشيطين بينهم! ويجري ذلك على بعض القبائل التي صدر من أحد أبنائها تصرف سيئ قبل مئات السنين ولازالت النظرة السلبية تلاحق أبناء القبيلة الكبيرة وهو ظلم لهم ليس له مبرر.
والحق أن أكثر المتضررين من ذلك هن النساء حيث يقوم الرجل بتأصيل فكرة الدونية والغباء وسوء التصرف والحماقة ويطلق العبارات التي تحمل سخرية ومقتاً مما يكسر نفس المرأة ويجعلها تكره انتسابها لجنس الإناث!
المؤسف هو تناقل هذه المقولات بين أفراد المجتمع وترديدها، والمدهش هو أن الجانب المقصود بالسخرية هو من يساعد على تأصيلها والمساهمة بتكرارها بحجة أنه (ما همني) !!
وبعيداً عن قولبة السخرية وإبرازها بشكل دعابة وإظهارها للعلن بصيغة نكتة؛ فإنها تشكّل خطورة كبيرة لأنها تفقد الشخص المقصود الثقة بنفسه والإيمان بإمكانياته وقدراته، وتجعله أسيراً لهذه الصفة المقيتة، وقد ينزوي أو يعتزل الآخرين. فضلاً أنها تكون حاجزا بين الناس فيقل التعامل فيما بينهم درءاً لحضور تلك الصفة، وفي هذا تخلخل لتركيبة المجتمع وسلامة بنائه.