حلَّ الداعية اليمني المعروف الشيخ عبدالمجيد الزنداني، مؤسس جامعة الإيمان باليمن، مؤسس الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة، ضيفاً على إثنينية الذييب الأسبوع الماضي، وذلك ضمن الأمسيات الثقافية والدينية التي يستضيفها الأستاذ حمود الذييب راعي الإثنينية. ودارت محاضرة الشيخ الزنداني حول الحقائق العلمية التي أثبتها القرآن الكريم قبل أن يتوصل إليها العلماء في العصر الحديث، مبيناً أن هذه الحقائق المؤكدة تثبت يوماً بعد يوم أن الإسلام هو الدين الحق، وهو آخر الرسائل السماوية التي أرسلها الله سبحانه وتعالى لعباده على يدي رسله المتواترين.
وأكد الشيخ الزنداني، أن ما نعيشه من عداء في العالم لدين الإسلام والسعي لمحاربته بكل الطرق يرجع سببه إلى الجهل بأصل الدين وتعاليمه الصحيحة من دون تحريف أو تأويل، مشيراً إلى أن الدين الإسلامي جاء ذكره في جميع الأديان السماوية السابقة عليه، فهو في الكتب الأصلية للديانتين المسيحية واليهودية، وأن الرسول الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - مذكور فيها، وأضاف الزنداني: «هناك نصوص في الديانة اليهودية ما زال يتعبد بها اليهود حتى الآن عند حائط البراق في مفرداتها كلمات بمعنى محمد العظيم، فكيف يمكن أن ينكره المنكرون ويتعبدون بغيره».
وأكد الزنداني، أن الإعجاز العلمي في القرآن والحقائق العلمية المفسرة لما يكتشفه العلماء في الوقت الحالي هو من أهم الأدوات التي يعتمد عليها العلماء المسلمون في المناقشات والمناظرات التي تحدث مع العلماء من الأديان الأخرى. واستشهد الزنداني بأحد القساوسة الفرنسيين الذي ألف كتاباً حول الإعجاز العلمي في القرآن، مبيناً أن المؤلف انتهى إلى أن القرآن يضم كثيراً من التفسيرات للحقائق العلمية، بعكس الكتب السماوية الأخرى التي لا تتحدث عن هذه الحقائق العلمية بل إن منها ما تجرمه، مثلما جرمت الكنيسة في الماضي كثيراً من العلماء في العصور السابقة. وهنا يشير الشيخ عبدالمجيد إلى جدلية فصل الدين عن العلم والمجتمع والتي ذهبت إليه الدول الأوروبية. وحول ذلك يقول الشيخ: «حينما جاءت الأديان السابقة معارضة لما يكتشفه العقل البشري، حدث التعارض مما نتج عنه حالات إعدام لكثير من العلماء في ذلك العصر، غير أن هذا ما لم يحدث في حالة الدين الإسلامي الذي جاء داعياً البشرية للسعي في الأرض والقيام بالاستكشافات، خالقاً بذلك المناخ الصحي للتعلم والتطوير والابتكار.
وذكر الشيخ الزنداني إحدى المناظرات التي أجراها مع أحد العلماء الأمريكيين في مجال علوم الأرض والجيولوجيا، مبيناً أن العالم الأمريكي كان يعرض كيف استطاع أن يكتشف موقع أكثر المناطق انخفاضاً على وجه الأرض، والتي تقع في منطقة البحر الميت في الأردن الحالية. وهو ما أخبر عنه القرآن الكريم في سورة الروم بقوله تعالى: {فِي أَدْنَى الْأَرْضِ..}، وهنا أكد الزنداني أن مثل هذه المناقشات التي تحتكم للعقل كثيراً ما تؤتي ثمارها وتحقق مبتغاها لأنها إن ثبتت، مما يعني أنه ليس هناك مجال للتشكيك فيها.
وفي نهاية حديثه أجاب الشيخ على بعض أسئلة الحضور والتي دارت في مجملها عن موضوع الأمسية وهو الإعجاز العلمي، حيث أعطى الشيخ مثالاً آخر على مؤازرة القرآن الكريم للعلم وهو وقوع انشقاق القمر، حيث أكد أن التقارير التي وصلت من وكالة ناسا لعلوم الفضاء، أكدت أن هناك انشقاقاً كبيراً حدث لسطح القمر من المنتصف منذ مئات السنين وآثاره لا تزال ملاحظة حتى الآن.
أما عن الانحرافات الدينية التي تصيب الأجيال الشابة سواء بالبعد عن الدين أو فهم تعاليمه بشكل خاطئ، أكد الزنداني أن هذه الحالات يجب أن تعالج بالعلم والحوار والشرح السليم لمفاهيم الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة.
في نهاية الأمسية التي شهدت حضوراً كثيفاً من محبي الشيخ الزنداني وضيوف إثنينية الذييب، تقدم الأستاذ حمود الذييب بجزيل الشكر للشيخ الجليل مهدياً له درعاً تذكارية من إثنينية الذييب.