المهرجان الوطني للتراث والثقافة والمعرف اختصاراً باسم «الجنادرية» هو جزء مهم ورئيسي من حياة المجتمع السعودي، فهذا المهرجان الذي بدأ ونما وتطورطوال السنوات الماضية. منذ أن تأسس كسباق للهجن حتى صار صرحاً فكرياً وثقافياً وسياسياً شامخاً.. وهو مازال علامة هامة ورئيسية في المجتمع السعودي بكل أطيافه وبكل مؤسساته الحكومية وغير الحكومية الأبرز في هذا المهرجان الكبير والميزة الأهم من مميزاته الكثيرة إنه مثل وجسد الوحدة واللحمة الوطنية السعودية بكل ثقافاتها وبكل اتجاهاتها... وصهرها في مكان واحد وزمان واحد وجسد واحد.
مهرجان الجنادرية الذي حافظ على قوته وتماسكه واستمراريته منذ تأسيسه حقق مكانة عالية ورفيعة ليس في المنطقة العربية بل وعلى مستوى العالم أجمع.. وصار المهرجان يتوافد عليه مئات الضيوف وكبار هيئات وشخصيات العالم..
المهرجان الذي انطلق كمهرجان رياضي لسباقات الهجن نما بشكل كبير، ثم تحول إلى مهرجان للموروث والتراث الشعبي.. ومع مرور السنوات تطور بشكل كبير ليكون مهرجانا وطنيا وأكثر شمولية ليخدم القطاع التنموي والتراثي والاقتصادي والسياسي والفني والأدبي والاجتماعي والثقافي.
يعمل حالياً المهرجان وسط منظومة عمل كبيرة تغطي المجالات كافة المحلية والدولية... في آن معاً وفي مسارات متوازنة للغاية.
لقد نجحت وزارة الحرس الوطني بكل جدارة واقتدار من تنظيم وتسويق وتشغيل هذا الصرح الحضاري الكبير بكل نجاح واقتدار..
ويكفي الحضور الجماهيري الكبير ليكون هو الدلالة الرئيسية والأهم في نجاح هذا الصرح الحضاري الكبير..
وتتواصل مكتسبات الجنادرية الكبيرة ليكون هذا المهرجان هو الرمز الوطني الكبير في كل شيء ولا سيما في الاحتفالات الوطنية الكبرى.
فحين أطلق السعوديون احتفالاتهم الكبرى برئاسة الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- بمئوية التأسيس عام 1419هـ كانت الجنادرية هي الحاضر الأبرز بل هي الشاهد الكبير والمحتضن الرئيسي لهذه الاحتفالات.
ميزة أخرى للمهرجان أنه استمر وبشكل سنوي ولم يتوقف منذ انطلاقه إلا في عامين فقط..الأول في عام 1411هـ بسبب ظروف حرب تحرير الكويت وفي عام 1435هـ بسبب وفاة رائد الجنادرية الأول وداعمه الرئيسي وملك القلوب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله-.
الاستمرارية:
ونحن نعيش أجواء الجنادرية وبعقبها التراثي والثقافي والوطني فإن الأمل يحدو الجميع أن تدرس وزارة الحرس الوطني فكرة استمرار «مدينة الجنادرية» بالعمل طوال العام. وذلك نظراً للرغبة الكبيرة من المواطنين على هذا التوجه.. وكذلك بسبب وجود البنية التحتية الجاهزة والمكتملة.. لتكون منطقة جذب سياحي متميزة وتكون مصدرا هاما للدخل الوطني
وفي توقيت المهرجان.. يتم إطلاق المهرجان كالمعتاد فبهذا يتحقق للوطن والمواطن الكثير من المكتسبات ومثل هذه المدن موجودة في عدة دول لا مانع من الاستفادة من تجاربهم في هذا المجال.
- رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية الأوربية للتمور