خالد بن حمد المالك
يعرف العالم من خلال متابعته لحجم الإسهام السعودي في محاربة الإرهاب، بأن المملكة تعد العدو اللدود الأول الذي قلّم أظافر وقوة الإرهابيين، وأن عملها وإنجازها في هذا الميدان لم يقتصر على ما كان موضع استهداف إرهابي داخل المملكة، فقد امتد دورها في مواجهة الإرهاب إلى ما هو خارج الوطن، وذلك بالمال، والعمل الاستخباراتي المتميز، وتنظيم المؤتمرات ذات العلاقة بالإرهاب، وتبني إيجاد مقر يجمع الدول ذات النفس المعادي للإرهابيين، ومبادرتها بتنظيم تحالف دولي للقضاء على الإرهاب.
* *
والمملكة بملكها وأميريها المحمدين ورجال مباحثها وأمنها وشعبها، أعطت دروساً في تعاطيها وتعاملها مع الإرهاب والإرهابيين، وقدمت تجربة ناجحة ومتميزة في مكافحة الإرهاب، مثلت للدول الأخرى مصدراً للتعرف على أساليب المقاومة الحقيقية. فجاء من جاء إلى المملكة، يسأل، ويتعرّف، ويأخذ بأسلوبها، ويستفيد من النجاحات التي حققتها في هزيمة الإرهابيين، ليطبقها في بلاده، في محاكاة تؤكد على أنّ الإرهاب الذي ضرب بقوة دول العالم لم يُهزم إلاّ هنا في المملكة.
* *
في هذا العمل البطولي، لابد أن تتذكر الآن ودائماً رجل الأمن الشجاع محمد بن نايف، وقبل ذلك تلك المتابعة والدعم غير المحدود من الملك سلمان، فلولا عناية الله أولاً، وهذا السهر على أمننا من الملك وولي عهده، لما أمكن لبلادنا أن تكون خارج النفوذ الإرهابي المنظم الذي تتأذى منه أغلب دول العالم.
* *
إن تكريم أكبر دولة في العالم لسمو ولي العهد، وحضور ممثل لها بهذا المستوى الوظيفي العالي إلى بلادنا لتسليمه ميدالية (جورج تينت)، وهي الميدالية التي لا تقدمها الاستخبارات المركزية الأمريكية إلا لمن يحمل سجله عملاً استخبارياً متميزاً في مجال مكافحة الإرهاب، ولمن يسهم في تحقيق الأمن والسِّلم الدوليين، هي شهادة تقدير وتكريم للمملكة ولملكها ولأميرها، واعتراف على سلامة موقفنا المشرف في التعامل مع الإرهاب.
* *
وأي كلام تتهم به المملكة، أو تصنّف على أنها دولة ضمن الدول التي تتبنّى وتدعم الإرهاب، هو كلام رخيص، ولا قيمة له، وتنفيه جملة وتفصيلاً أنّ المملكة هي الدولة الأولى المستهدفة من الإرهابيين، والأكثر تضرراً من الإرهاب بين جميع دول العالم، وما هذه الشهادة وغيرها كثير، إلا دليل على أنّ من يصح اتهامه بالإرهاب دعماً مساندة ومشاركة إنما هي إيران التي لم تتعرض ولو لعملية إرهابية واحدة كونها ضالعة في المخطط الإرهابي وجزءاً منه.