علي عبدالله المفضي
لم يترك الشعراء شأنًا من شؤون الحياة إلا وتطرقوا إليه بالإشادة أو النقد بحسب حالته؛ فقد كان الشاعر عين المجتمع الثاقبة التي ترى بدقة ما يدور حولها، وتوصله إلى عقله الذي يقوم بتحليل تلك الصور وتحويلها إلى رؤية تتقاسم الأخيلة والمشاعر صياغتها وإخراجها بصور ساحرة من الإبداع والإدهاش؛ ليتلقفها المجتمع بغبطة، ويجعل القيم منها مرجعًا وميزانًا لكثير من تصرفاته ومشاعره.. ولا أدل على ذلك من محاولة إقناع الناس لبعضهم بوجهة نظر ما بإطلاق عبارة (دعني أزيدك من الشعر بيتًا).
ولذا فإن لغرض الحكمة في الشعر مكانته الرفيعة بين الناس، وأثره البالغ الذي لا يستهان به، وإن كان قد تراجع قليلاً عما كان عليه في السابق. وقد يخلد أحدَ الشعراء بيتٌ يتيمٌ يسري مع الناس مسرى المثل. ولأن الحكمة هبة من الله فليس باستطاعة أي شاعر أن يقولها بسهولة؛ فهي لا تأتي إلا نتيجة - إضافة إلى الشاعرية - للتجارب والإدراك والاطلاع؛ لذا فإن الشاعر الحكيم عملة نادرة بين الشعراء.
وقفة للشاعر/ عبدالله اللويحان:
الا ياما لفرقا العين الا ياما لفرقا العين
يا بعد الفرق بين الناس ياخلاق ياكافي
خطاة الزول صورة يحسب الجمعة ضحى الاثنين
يغر الأجنبي زوله وفي ملبوسه الضافي
فلا منك قرعت زناد عرفه مع هل التثمين
لقيته عملة ما تندرج مع كل صرافي
يحسب ان الهوى خبلان قضبة مفرع السوقين
يعقب له ثلاث وجاب يذري فوقه السافي
هبيل فواد يمرح له بعنة لابة سارين
تكوبع في عباته وانسدح والهجن زلافي
ألا ياتابع المقفين تتبعهم وهم مقفين
نقاصة عقل ياللي تتبع اللي معطي قافي
ربيع ما تذوق حماه لو يذكر نباته زين
فهو من حظ غيرك فيه له مربع ومصيافي
ورى ما تعتبر يا دابشة والا الذهين ذهين
يقيسك في طرف حبله وياخذ سدك الخافي
ترى درب الشكالة والسعادة صد عنك يمين
حاشا لله ما تارد وتشرب مشرب صافي
لقيت الشور ما ينفع ويقعد عيلة الغادين
على مثل ايش ابا انفخ لي على كير وهو طافي
يقوله واحد راض عن الاقصين والادنين
وكل هلال لابده بي يكبر وينشافي