سعد الدوسري
كيف لنا أن نستفيد من تعرية المجتمع للنسب والأرقام التي تصدرها الجهات الرسمية؟! لماذا لا تتغير نسبة الـ60 %، لا في الإعلام القديم، ولا في الإعلام الجديد؟! هل الإعلام الجديد هو نفسه الإعلام القديم، ولكن ببنطلون جينز؟!
لا شك أنها أسئلة صعبة، وأن الإجابة عليها تحتاج إلى تحليل لعقلية المؤسسات التي تنتج الإحصاءات، وتحليل لعقلية الجمهور الذي يستخف بها. ولأن المجال لا يتسع للتحليل، فإن أكثر ما يمكنني قوله، هو أن المؤسسات الرسمية والمراكز الأهلية، تشتركان في ملمح واحد، وهو إسعاد كبار المسؤولين وإبهاجهم بتلك النسب التي تدعو للفخر والمباهاة، لأنهم لو فعلوا عكس ذلك، فقد يصب المسؤولون جام غضبهم على إحصاءاتهم.
في البرامج التحولية التي نعيشها اليوم، تشكّل النسب والأرقام حيزاً كبيراً ومهماً، وقد تكون هي المحفز الأساس للتوجهات التي تتجهها خطط العمل. فهل ستبقى الـ60 % هي النسبة العشوائية التي نقيس عليها دوما؟! هل يظن المتخصصون في إصدارها في كل مناسبة، أنها ستكون مقبولة من قبل المسؤولين الذين يتطلعون لصناعة 2020 و2030؟! ألا يشعرون بالخجل من أنفسهم، بعد موجة الضحك العارمة التي طالت كافة الأوساط الاجتماعية، بسبب إصرارهم على استخدام طريقة القص واللزق البليدة والمكشوفة؟!
جيل اليوم ليس جيل الـ60 %، بل هو جيل شفاف يقبل أية نسبة، حتى وإن كانت جارحة.