فهد بن أحمد الصالح
استقبل سمو رئيس الهيئة الرياضية مؤخراً رئيس وأعضاء مجلس جمعية قدامى لاعبي كرة القدم التي أضيف لها مسمى أصدقاء كإضافة جميلة لتفعيل المشاركة المجتمعية في أهداف وبرامج تلك الجمعية التي يتطلع كل الناس سواء الرياضي أو المتابع أو حتى غير المهتم بالرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص إلى أن يكون لتلك الجمعية دور فاعل وحراك مؤثر في المجتمع الرياضي وإن كانوا قد حجروا واسعًا لتخصيصها بلاعبي كرة القدم والمجتمع الرياضي بكامله ليس مع هذا التوجه ولكن ربما في حال النجاح التوسع لباقي الألعاب أو قيام بعض من المبادرين بإنشاء جمعية أخرى ويكون التنافس هنا في المنفعة وهو حراك مجتمعي مطلوب في كل وقت ولعل هذا الوقت أشد حاجة، وأرجو أن يتسع صدر المعنيين فيما سيرد من تساؤلات والرد عليها لأن هذا المقال عن الجمعية هو الخامس بالنسبة لي وربما المائة من غيري ممن يحملون هم تلك الفئة الغالية سواء المعتزلة المصابة أو المعتزلة السليمة وهي كما يلي:
- الجمعية قاربت مدة مجلس إدارتها على السنتين ونحن لم نسمع أو نقرأ إنجازات لتلك الفترة ولا لوائح وأنظمة ولا خطة إستراتيجية أو خطط تشغيلية سنوية ولا برامج وفعاليات ولا اتفاقيات تكاملية إلا مع عناية وريادة الأعمال.
- لم تتضح للعامة ولا للقريبين منها ميزانيتها التقديرية ولا جدول التدفقات النقدية أيضًا ولا خطط وبرامج لتنمية مواردها المالية ولا خطة إستراتيجية إعلامية تمكنها من تحقيق ولو الحد الأدنى من طموحات المجتمعين الخاص والعام.
- ماذا تحقق من دعم خادم الحرمين الشريفين ومكرمة للجمعيات الخيرية وورد قرابة ثلاثة ملايين لخزينتها أسوة ببقية الجمعية الأخرى وأين أنفق هذا المبلغ وكذلك أين أنفقت التبرعات التي قدمت لها في بداية الانطلاقة والتأسيس.
- أين تقع الجمعية اليوم من ثقافة التنمية الاجتماعية التي قادتها الوزارة مشكورة وقالت لقد تحولنا من الرعوية إلى التنموية ومن الضمان إلى الأمان ومن الاحتياج إلى الإنتاج ولماذا نعتت بلقب الخيرية ولم تواكب ذلك التوجه الرائع.
- وجه سمو الرئيس مثلما كُتبت عشرات المقالات وقُدمت عشرات المقترحات للاستفادة من قدرات وإمكانات اللاعبين المعتزلين وإعادة تدوير خبراتهم في مجالات أخرى ولم نسمع توجه من الجمعية لكي يخدموا أنفسهم وغيرهم.
- أطلقت التنمية الاجتماعية العشرات من الأوقاف وهي مشروعات للاستدامة وضمان استمرار العطاء للعشرات من الجمعيات الخيرية وعززت موقفها في إنشاء تلك الأوقاف وبعضها تجاوز الدعم لها 6 ملايين ريال إضافة إلى المكرمة السابقة حتى أصبح لدى بعضها وفي غضون أشهر أوقافًا بأكثر من عشرة ملايين ريال تدر عليها 10 في المائة من قيمتها تضمن معها الحد الأدنى من تواصل العطاء وكتبت لذلك سابقًا ولكن الجمعية مثل غيرها في عدم التجاوب والتفاعل.
- خلوا مجلس إدارة الجمعية من اللاعبين القدامى أصحاب البصمة والحضور والفكر المختلف فيما عدا رئيس المجلس الذي ربما استعين به شرفيًا لهذه المهمة، لأنه مشغول بأكاديميته الرياضية وأعماله الخاصة حتى وأن كان محبوبًا من الجميع ومقدر كذلك وصاحب عطاء سابق يعيدنا إليه كلما غاب عن الأنظار، ثم خلو المجلس كذلك من الإعلاميين الرياضيين المرموقين وأصحاب العلاقة في الوسط الاجتماعي وهم الأقدر على استقطاب رؤوس الأموال لها.
- هل واكبت الجمعية رؤية الوطن 2030 أو برنامج التحول الوطني 2020 وأطلق برامج وفعاليات تحقق محور التطوع ونصيبها من تحقيق المستهدف المليوني ومحور زيادة الممارسين الرياضيين إلى 40 في المائة بعمل مؤسسي دقيق.
- أطلقت الهيئة الرياضة 22 مبادرة للتحول الرياضي وركزت كثيرًا على الرياضة المجتمعية وجعلت لها اتحادًا خاصًا ولم نقرأ من الجمعية مواكبتها ذلك وأين الدور الذي ستقوم به لأن مليارات ستنفق لتحقيق هذا الهدف وهي الأولى.
ختامًا.. لا يوجد مهتم يحمل في ذهنه عدم القناعة بنجاح هذه الجمعية الأهلية التنموية المجتمعية وضرورة مشاركة المجتمع متطوعًا حسب القدرة بالمال والجهد والفكر لخدمة من خدم الوطن في وقت من الأوقات ولكن على الجمعية ومجلس إدارتها وإدارتها التنفيذية أن تُرى المجتمع من نفسها خيرًا لكي يتنافس الجميع في دعمها وتشجيعها وتعزيز جهودها وخدمة المستفيدين منها لأن الناس للناس وخير الناس أنفعهم للناس سواء كانوا أولئك بنفس التوجه أو غيره، فهم أبناء شعب الكريم ولهم فضل في وقت مضى على مجتمعهم وعلى وطنهم ولا بد من خدمتهم وإعانتهم طالما وجدت حاجة لهم في وقفة وطنية صادقة، كما أن العطاء يستمر مع الإنسان حتى يوافي أجله الذي كتبه الله له ولذا فمن الأولوية التركيز على ما يمكن الاستفادة من الرياضي المعتزل وإعادة تأهيله وتدوير خبرته لنعينه على الكسب بنفسه ونحفظ له الكرامة وعدم الاستجداء ومد اليد لأن غالب اللاعبين المستهدفين كانوا في زمن الهواية مع شغف العيش وضعف التعليم.