سعد الدوسري
صارت نسبة الـ60% نكتة، فلم يبقَ أحد لم «يطقطق» عليها، خاصة مع هذا الرصد الذكي لكل الإحصاءات الرسمية التي صدرت من جهات مختلفة، حكومية وأهلية وخيرية. وربما لم يشر أحد إلى نسبة الـ40% المسكينة التي لا تسافر إلى دبي، ولا هي من الأغنياء، ولا تعاني من السمنة، ولا تملك بيوتاً، ولا تحضر الحفلات الغنائية، ولا تعالج في المستشفيات الأهلية، ولا تملك أكثر من سيارتين في البيت، ولا تقيم أعراسها في الفنادق، ولا تفطر في مطاعم شارع التحلية، ولا يدرس أبناؤها في مدارس أهلية.
ولو حللنا الأمر بمنطقية، فإننا سنقسم المعنيين بإصدار الإحصائيات إلى قسمين؛ قسم يريد أن يقنعك بالأرقام التي يأتي بها، وقسم يريد أن يفعل العكس. وفي مجتمعنا، لا يستخدم أحد نسبة الـ50%، لأنها نسبة مايعة، ولا يمكن أن تقنع أحداً، والدليل أن جمهورنا الرياضي هو الجمهور الوحيد الذي يستفزه التعادل!! من هنا، فإن الصعود درجة باتجاه الـ60%، أو الهبوط درجة نحو الـ40%، سيبدو مقنعاً، وربما يبدو واقعياً جداً، وقابلاً للتصديق أكثر من أية نسبة أخرى، مثل الـ90%، والتي انفرد بها السياسيون، وحولوها هي الأخرى إلى نكتة أكبر، إلى درجة أن الطلبة المتفوقين صاروا يجتهدون لكي يتجاوزوها، من أجل الظفر بمقعد في كلية الطب والهندسة (سابقاً)، أو من أجل مقعد في قسم المكتبات (حاليا)!