«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
في القرون الثلاثة الأخيرة بدأ بعض الناس في العديد من دول العالم الاهتمام بها، ومع التطور المعرفي ورغبة البعض إلى القراءة قبل النوم أو حتى وهو جالس على مكتبه في العمل أو البيت، واحتلت مع التطور والابتكار والتجديد محل الشمع أو حتى الفوانيس البدائية والتي كانت ذات أشكال بعيدة عن الجمال.. إنها «الأباجورة» والتي أخذت اسمها من الاسم الفرنسي (abat-jour)، وهي مصباح كهربائي يوضع على المكتب أو على «الكومدينه» بجوار السرير، لتتيح إضاءة جيدة لعشاق القراءة. ولقد تطورت مع الأيام من أشكال تقليدية إلى أشكال وأنواع متطورة فيها لمسات فنية وعصرية مواكبة حتى للمسات الديكور في القصور والبيوت وحتى في المكاتب. ومع تنامي وتطور الحياة في المملكة انتشرت المحلات المتخصصة في بيع «الأباجورات» على اختلاف أنواعها. ومثل كل الأشياء التي ترد إلى أسواق المملكة المفتوحة من مختلف دول العالم المسموح الاستيراد منها بحسب الأنظمة. ومن المفروض على كل من يريد شراء «أباجورة» لاستخدامها عليه مراعاة أشياء عدة مهمة، منها النوعية الممتازة التي تخلو من الغش والتدليس، وأن تحمل ماركة لشركة معروفة وعريقة في عمليات تصنيع وإنتاج هذه الأنواع من «أباجورات» الإضاءة، ومن الأهمية أن تكون مناسبة مع ديكور المكان الذي توضع فيه حتى يكون هناك انسجام مع الأشكال والألوان والإضاءة فيها، فلا يحدث تنافر مع هذه الأشياء. ومن الأفضل أن تكون «الأباجورة» التي توضع بجانب السرير متوسطة الحجم وغير مبالغ في حجمها. أما «الأباجورة» التي توضع في المكتب أو في المجلس أو غرفة المعيشة فيجب أن تكون ملائمة مع ديكوراتها ومناسبة شكلاً ولوناً.. وفي الأسواق تتوافر مئات بل الآلاف من «الأباجورات» التي تناسب كل الأماكن في القصور والبيوت والمكاتب. وينصح خبراء الألوان من فنانين ومصممين على أن تكون ألوان «أباجورات» غرف النوم ألواناً بهيجة مفرحة، كالألوان الفاتحة: الأبيض المزهر والوردي والسماوي. والجميل أن أسواقنا زاخرة بكل ما قد يحتاجه البيت السعودي من هذه المصابيح التي بات لا يستغني عنها المواطن والمقيم، والأسعار هنا تختلف بالطبع بحسب الدولة التي تم التصنيع فيها كذلك اسم الشركة المنتجة، وتبدأ الأسعار من 25 ريالاً حتى ألف ريال، وهناك «أباجورات» بأسعار خيالية كونها مصممة بشكل خاص ولا يوجد منها إلا نسخ محدودة. بل يتم إنتاجها بحسب الطلب والرغبة. وتجدر الإشارة إى أن الصناعة في شرق آسياء وفي السنوات الأخيرة استطاعت ببراعة اقتحام سوق «الأباجورات» بإنتاج أنواع مبتكرة وبسيطة وأسعارها في متناول الجميع، مثل الصين واليابان وكوربا وحتى هونج كونج وإندونيسيا.. هذا، ولقد احتفى الرسامون في العالم ومنذ بداية انطلاقة هذه المصابيح في رسمها وتوظيفها في لوحاتهم، بل باتت جزءاً لا يتجزأ من بعض لوحاتهم الشهيرة، كونها تسهم في المزيد من جمال التكوين، وتضيف لمسة فنية جديدة للموضوع الذي تم رسمه.. وفي هذه الإطلالة ننشر لوحة للفنان الأمريكي الراحل نورمان ركول رسام صحيفة بوست، وظف فيها بإبداع المصباح «الأباجورة» بصورة عظيمة..!