د.عبدالله الغذامي
يورد الشيخ العلامة عبد الحليم أبو شقة في كتابه (تحرير المرأة في عصر الرسالة) أربع مرويات عن المرأة هي:
1 - لا تعلموهن الكتابة ولا تسكنوهن الغرف.
2 - طاعة المرأة ندامة.
3 - لولا النساء لعبد الله حقاً حقاً.
4 - شاوروهن وخالفوهن.
وقال عنها إنه (موضوعة) وليست أحاديث نبوية، وهذا يعيدنا بالمقارنة مع جملة تتكرر في كتاب ألف ليلة وليلة هي (وما خلقت النساء إلا للرجال)، ومن الواضح أن الصياغة هنا تقوم على المخادعة اللفظية، حيث توهم أنها من كلام الله - عز وجل -، وهذا يدخل مع المرويات الأربع ليكشف عن المغالاة الثقافية المنحازة ضد المرأة بتحويل وجودها وجسدها لمجرد مادة للاستخدام، مع تحقير أي مقام معنوي لها بدءاً من تعليمها ومكان معاشها والاستهانة برأيها حتى جاء القول الثالث ليجعلها منطلقاً للمعاصي، وفي ألف ليلة وليلة جاءت لتقلص وجودها في غرض واحد، يحتكره الرجل وتنتهي عنده.
وهذه خلاصة ثقافية نجدها في الشعر قديماً وحديثاً (من أقربه لنا قصائد نزار قباني التي تتعامل مع المرأة بوصفها جسداً بعيداً عن أي قيمة عقلية، وهو امتداد لثقافة نسقية متجذرة) ونجدها في الأمثال والحكايات (انظر كتابي المرأة واللغة) أما محاولة تجذير المعنى دينياً بنص موضوع تحاول الثقافة تثبيتها فهذه تصل بنا إلى أقصى حدود النسقية الممعنة في توظيف جماليات مغشوشة تمرر بها نسقيتها.