الرياض - «الجزيرة»:
طالب داعية وأكاديمي متخصّص في الدراسات الإسلامية بضرورة الرّقي في التعامل مع الشباب، وغرس الثقة فيهم، وتشجيعهم، وحسن الظن والدعاء لهم، وهم يطالبون المجتمع بالرّد المقنع على الشبهات التي تُثار للتشكيك بثوابت الدين أو بعاداتنا وقيمنا الحميدة، ونشر كل ما هو مفيد من إنتاج وجهود شبابية وإبراز النافع، مع فتح الإعلام بشقّيه الرسمي والشخصي لفئات الشباب وإبداعاتهم، وبث روح التفاؤل، ومحاربة الجهات التي تقوم ببث روح التشاؤم واليأس من صلاح الشباب والزمان وأهله، والتوكيد على توفير المحاضن التربوية النظيفة. والواضحة للشباب لغرس الطموح وأسس علو الهمة.
وأكّد فضيلة الدكتور إبراهيم بن عبدالله الدويش أستاذ السنة النبوية وعلومها بكلية العلوم والآداب بجامعة القصيم في محاضرته المعنونة بـ«الشباب والواقع وعلو الهمة» التي استضافها «منتدى العُمري الثقافي» بمدينة الرياض، وأدارها الشيخ/ عبدالمجيد بن محمد العُمري، أنّ الشباب فيهم خير كثير، والبعد عن الإساءة إليهم، مستشهداً بأمثلة لعدد من الناجحين من الشباب والمبتعثين ورجال الأعمال منهم، مع ضرورة تنمية الروح الإيجابية والبعد عن التخذيل وجلد الذات.
وأوضح د. إبراهيم الدويش أنّ المجتمع يُريد من الشباب أن يدركوا خطورة المستجدات ويبادروا بتحمل مسؤولياتهم وأهمية دورهم، وأن عليهم الانتصار على أنفسهم أولاً فالإصلاح الداخلي قبل الإصلاح الخارجي.
والعودة لمعنى وحقيقة التوحيد لتقوية الصلة بالله عند الشدائد، وبذل الوسع في اجتماع الكلمة والتآلف ونبذ التنازع والتفرق، مع التثبّت وأخذ المعلومات من مصادرها الأصلية والموثوقة، مؤكداً على ضرورة الفهم الصحيح للدين، فهو ليس قيوداً كما يُشيع الأعداء ومرضى القلوب، وتربية النفس على منهج التفاؤل ونبذ الإحباط، والتمييز بين الخلاف والاختلاف وتعلّم فن تجاوز الخلافات الجانبية وذلك بقوّة العقل والشخصية، مع قوة المعرفة، والأخذ بأسباب الرقي الحضاري.
وحث د. الدويش الشباب المسلم على طاعة الله عزَّ وجلَّ، والتوجه للبناء والخير، وتجنب الهدم والشر، وتعديل السلوك واستدراك ما فات؛ مستعرضاً بذلك نماذج باهرة من جيل الصحابة الكرام عليهم رضوان الله، وجيل السلف الصالح في القرون الثلاثة الأولى عليهم جميعاً رضوان الله، وكذلك غيرهم من العلماء والقادة والمبرزين في شتى المجالات، الذين كان جُلُّهم من الشباب وضرب أمثلة من السيرة النبوية في كيفية تعامل الرسول مع الشباب كما عرض شرائح تبين المراحل العمرية لعدد من الصحابة وغلبة الشباب عليهم.