«لدينا 20 مليون مستشار هم المواطنون بتنوع ثقافاتهم ومستوياتهم التعليمية»، هذا ما قاله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، خلال كلمته في اللقاء السنوي للهيئة الذي عقدته الأسبوع الماضي بتشريف ضيف اللقاء صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية رئيس مجلس التنمية السياحية في المنطقة.
وزاد سموه: «لدى المواطنين من الحكمة والحنكة والخبرة ما هو أهم من الشهادات العلمية، والمواطن هو من حقق التنمية وهو من يعول عليه في تحقيق التطور، لذا فقد قامت الهيئة بالانفتاح الكامل على المواطنين وتعمل معهم في بداية كل مسار وكل مشروع».
وما قاله الأمير سلطان بن سلمان سبق أن كرره في مناسبات سابقة، بعدما طبقته الهيئة عمليًا من خلال إشراك شرائح المجتمع المختلفة فيما تصدره من برامج وأنظمة وقرارات.
ومن يزور الهيئة يشاهد قاعة الاجتماعات الرئيسة مشغولة بشكل دائم بوجود مواطنين مع مسؤولين في الهيئة للمناقشة حول أنظمة معينة أو مشروعات جديدة.
وكانت أهم الأنظمة وفي مقدمتها نظام السياحة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، متاحة على موقع الهيئة للمواطنين لإبداء الملاحظات قبل رفعهما للدولة لإقرارها.
كما كان للمستثمرين في القطاع السياحي دورهم في قرارات وبرامج الهيئة من خلال إشراكهم في ورش عمل قبل أي نظام أو قرار تصدره، وأوجدت لهم كيانات مستقلة من خلال الجمعيات المهنية السياحية التي تعد الأولى من نوعها في المملكة.
لقد أصبح المواطن في وعي تام بالمستجدات التي يعيشها يوميًا على أرض وطنه، وكما قال الأمير سلطان فإن منهم من يحمل من الحكمة والرؤية ما يتجاوز فيها بعض المسؤولين، وما تقدمه الجهات الحكومية هي في المقام الأول خدمات موجهة للمواطن، لذا فمن أبسط حقوقه اطلاعه على الأنظمة والاستفادة من رأيه فيها قبل صدورها، ففي هذه الخطوة من التقدير للمواطن والاستفادة منه ما يؤهل لنجاح هذه الأنظمة والمشروعات وتقبل الموطن لها.
لقد اطلعنا في الفترة الأخيرة على مقاطع مزعجة لمسؤولين يستهترون بآراء مواطنين أو لا يسمحون بسماع رأيهم، وهذا سلوك غير حضاري طالما حذرت منه قيادتنا، فملوك هذه الدولة تميزوا عن غيرهم بفتح مجالسهم للمواطنين دون تمييز بينهم.
- سعود المقبل